فترة القطيعة بين المشاهير وواشنطن تعود إلى سلوك الرئيس وتوجهاته، فهو من يحدد أسلوب الحياة في المدينة
ليدي غاغا في أثناء غناء السلام الوطني بحفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن (غيتي)
اعتاد أبرز نجوم السينما والتلفزيون الأميركيين الإقامة في العاصمة واشنطن للتأثير في المشرّعين وزيارة البيت الأبيض والترويج لأفلامهم ذات الطابع السياسي وحضور البرامج التلفزيونية، لكنهم كانوا قد هجروا المدينة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" (TheHill) الأميركية، تقول الكاتبة جودي كورتز، إن هؤلاء المشاهير بعد هربهم من واشنطن في عهد الرئيس السابق، قد يعودون قريبا إلى العاصمة مرة أخرى مع قدوم الإدارة الجديدة.وتؤكد خبيرة الدعاية والعلاقات العامة باربرا مارتن، التي تعيش في واشنطن منذ مدة طويلة، أن مشاهير الصف الأول، على غرار أوبرا وينفري التي كانت تزور البيت الأبيض باستمرار في عهد أوباما، أو جوليا دريفوس بطلة مسلسل "نائبة الرئيس"، أو بن أفليك الذي قّدم شهادة أمام الكونغرس عام 2014 عن الوضع في الكونغو، غادروا واشنطن قبل جائحة كورونا بوقت بعيد، وتحديدا منذ أن تولى ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة.
أوبرا وينفري كانت مقرّبة من البيت الأبيض في عهد أوباما (الفرنسية)
ترامب والمشاهير
وحسب الكاتبة، فإن مشاهير هوليود ذوي التوجهات اليسارية غابوا عن أبرز الأحداث في العاصمة واشنطن في عهد ترامب، على غرار العشاء السنوي الذي تقيمه جمعية مراسلي البيت الأبيض. كما رفض عدد من نجوم الرياضة، ومنهم بطلة كأس العالم للسيدات ميغان رابينوي، ونجم كرة القدم الأميركية موكي بيتس، ولاعب البيسبول شون دوليتل، دعوات من البيت الأبيض للاحتفاء بإنجازاتهم.
وكرّم ترامب في المقابل بعض المقربين منه، فمنح الميدالية الوطنية للفنون لبطل فيلم "الخلاص" جون فويت عام 2019، ومنح لاعب الغولف تايغر وودز ميدالية الحرية في العام ذاته.
ومن بين المشاهير الآخرين الذين زاروا البيت الأبيض في عهد ترامب، المغنّي وعازف الغيتار تيد نوغينت، والمرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري سارة بالين.
وتقول إيمي بري بيكر، الأستاذة المساعدة بجامعة لويولا ماريلاند، إنه "لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأشخاص الذين يتفقون مع ترامب، مثل مغني الراب وموسيقى الريف، وبعض الرياضيين. كان من الصعب على ترامب أن يجد أغنية يمكنه استخدامها في اجتماعاته الجماهيرية بلا مشكلات".
وترى باربرا مارتن أن "فترة القطيعة بين المشاهير وواشنطن تعود إلى سلوك الرئيس وتوجهاته. الرئيس هو من يحدد أسلوب الحياة في المدينة من جوانب كثيرة"، ولهذا السبب فإن الممثلين يخططون على الأرجح للعودة إلى العاصمة في عهد بايدن.
ويؤكد مارك هارفي، مدير برامج الدراسات العليا في جامعة سانت ماري في كانساس، أن المشاهير حققوا مكاسب في عهد ترامب ربما تفوق ما حققوه في الماضي، رغم ظهورهم النادر في البيت الأبيض.
وعام 2018 أصدر ترامب عفوا شاملا عن النجمة أليس ماري جونسون التي كانت تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة ترويج المخدرات وغسيل الأموال، بعد زيارة نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان إلى المكتب الأبيض.
في هذا السياق، يقول هارفي "أعتقد أنه كان من السهل نسبيًا بالنسبة لكيم كارداشيان أو كاني ويست أو أي شخص آخر أن يقنع ترامب باتخاذ بعض القرارات".
هل تتغيّر العاصمة في عهد بايدن؟
يقول هارفي متحدثا عن المرحلة المقبلة "عندما تغني ليدي غاغا وجنيفر لوبيز في حفل التنصيب، يمكن القول إن أبواب العاصمة فُتحت من جديد للمشاهير".
ويتوقع تومي ماكفلاي، وهو مقدم برامج إذاعية، أن تستعيد العاصمة واشنطن توهّجها في أثناء رئاسة بايدن، بعد فترة القطيعة النسبية التي دامت 4 سنوات بين "المشاهير والبيت الأبيض".
ويرى بعض النقّاد أن نجوم هوليود من الوزن الثقيل ينبغي أن يهتموا بعملهم أكثر من التركيز على السياسة، لكن هارفي يعتقد أنه في ظل حالة الإحباط التي تنتاب الشعب الأميركي من السياسيين، فإن بعض المشاهير يحاولون سدّ الفجوة إلى حد ما.
ويرى هارفي أن السياسي الذكي هو الذي "يستطيع أن يوظف المشاهير لخدمة أجندته السياسية في هذه البيئة شديدة الاستقطاب".