الكويكبات القريبة من الأرض قد تحمل الكثير من المعادن المفيدة والجليد الذي يتضمن الأكسجين (رويترز)


تعد الكويكبات التي تمر بسماء الأرض مصدرا ثريا للمعادن، لكن الوصول إلى تلك الكويكبات ليس بالأمر اليسير، فكيف حال استخراج المعادن من باطنها؟ هذا الأمر يراه عدد من الخبراء ممكنا تقنيا، ويؤكدون أنهم يخططون لتحقيقه في القريب العاجل.
يقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "بلانيتاري ريسورسيز" الأميركية كريس لويكي إنه غادر إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لينضم إلى شركته لأنه كان متحمسا لما يمكن توفيره في مجال تطوير الفضاء؛ فالثلج من الكويكبات القريبة من الأرض سيوفر الأكسجين، ومياه الشرب، ووقود الصواريخ، والوقاية من الإشعاع، في حين يمكن استخدام المعادن لبناء أشياء في الفضاء.
ويضيف أن التعدين في الفضاء ممكن تقنيا، لكنه بحاجة إلى مبدعين أمثالهم لصنع الواقع مما كان يُعتقد سابقا بأنه خيال علمي.
أما عالمة الفلك والكواكب في جامعة "إلينوي ويسليان" ليندا فرينش فقالت إن الناس يتحدثون عن التعدين في الكويكبات منذ أكثر من عقد، وفي ذلك الوقت كانت تعارض الأمر، لكن بوجود مهمات مثل "أوسيريس-ركس" ودعم من إدارة الرئيس باراك أوباما، فإن هذا يبدو ما تتجه إليه الأمور، ويبدو أن اللاعبين الأساسيين لديهم مستشارون من العلماء الجيدين.
ورغم تأييدها فائدة جلب المياه من الكويكبات بدل استخراجها من باطن الأرض، فإنها حذرت من جلب المواد الأخرى كالبلاتينيوم.




المسبار فيلاي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية هو الوحيد الذي تمكن حتى الآن من الهبوط على سطح كويكب‬ (أسوشيتد برس)
بدوره، قال المحاضر الكبير في القانون التجاري الدولي من جامعة كينت الدكتور جبينغا أودنتان إنه تفاجأ بأن مشروع قانون الفضاء الأميركي تحول إلى قانون بقليل من النقاش، وقال إنه شعر بأن الأمر تم على عجل، وقد لا يلاحظ الناس ما يمثله ذلك من مطالبات أحادية على الموارد الطبيعية في الفضاء الخارجي بما لا يتماشى مع نص وروح قانون الفضاء الذي يستند إلى الملكية المشتركة للبشر.
وقال إنه يأمل أن تثير بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هذا الأمر في اجتماع الجمعية العامة المقبل، لأن الحجة التي تسمح للولايات المتحدة القيام بذلك هي ذاتها التي ستستخدمها الصين أو أي دولة أخرى ذات قدرات تقنية، إلى جانب المخاوف البيئية.
من جهته، قال رئيس فريق المفاهيم المتقدمة في وكالة الفضاء الأوروبية الدكتور ليوبولد سمر إننا بالفعل نحصد الموارد من الفضاء، مثل الطاقة الشمسية والجاذبية وغيرهما، وقال إن الأمر مسألة وقت قبل أن نبدأ باستخدام مواد أخرى.
وأضاف أن وكالة الفضاء الأوروبية هي الوحيدة التي هبطت على سطح كويكب، كما أنها تحضر حاليا لمهمة كويكب تتضمن نشر مسبارات مصغرة، مؤكدا أن أيا كان ما نفعله يجب أن يتم بمسؤولية، ومع احترام حقوق الأجيال المستقبلية، وحماية الأماكن ذات القيمة العلمية.