خلال مرحلة طفولته، كان الإماراتي عبدالله راشد السويدي يشاهد جده الراحل وهو يتوجه للغوص بقاع البحر. وبدأ السويدي آنذاك يتعرف إلى مهنة جده، الذي كان واحداً من آخر غواصي اللؤلؤ في عائلته. ورغم أن عصر صيد اللؤلؤ انتهى، إلا أن السويدي حرص على إعادة إحيائه بطريقة عصرية.
وبهدف إعادة بريق اللؤلؤ في الخليج العربي، تشجع السويدي على تأسيس "لآلئ السويدي" في دولة الإمارات في عام 2005، وهي تُعد "أول مزرعة تنتج اللآلئ العربية في العالم"، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.


انبهار ورثه عن جده



تُعد مزرعة "لآلئ السويدي" أول مزرعة تنتج اللآلئ العربية في العالم.
وتتواجد مزرعة "لآلئ السويدي" في قرية الرمس في إمارة رأس الخيمة، والتي كانت مسقط رأس أجداد السويدي.
وفي السبعينيات، تعرّف الإماراتي إلى مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ من جده، محمد بن عبدالله السويدي، إذ أنه كان يغوص في قاع البحر بينما كان حفيده ينتظره بصبر على الشاطئ.
وقال السويدي: "هنا، بدأت التعرف على مهنة جدي من خلال أحاديثه، وقصصه عن البحر والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، عبر مشاهداتي الحية اليومية لرحلات غوصه، بالإضافة إلى حديثه عندما يجتمع بأصدقائه خلال المساء".





تقع المزرعة في قرية الرمس في إمارة رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة.
ورغم انتهاء صيد اللؤلؤ منذ أربعينيات القرن الماضي، إلا أن جده كان لا يزال منجذباً إلى البحر، وانتقل ذلك الشعور إلى السويدي الذي وجد نفسه مرتبطاً بالبحر أيضاً.




ورث عبدالله السويدي شغفه للبحر من جده الراحل، محمد بن عبدالله السويدي، الذي توفي في عام 1998. وكان جده من آخر رجال الغوص في عائلة السويدي بقرية الرمس.

ولذلك، يعمل السويدي على إحياء تجارة اللؤلؤ من جديد، لكن من "منطلق عصري" تكريماً لشغفه بالبحر، وكنوزه الفريدة.
وشكلت مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ "عصب الحياة" الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات لفترة طويلة، ولكنها انتهت في منتصف القرن العشرين مع ظهور النفط، وبدء تجارة اللؤلؤ الصناعي الياباني، وفقاً للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".


أجود أنواع اللؤلؤ




بعض اللآلئ التي أنتجتها مزرعة "لآلئ السويدي".
وعلى مدى 15 عاماً، أنتجت مزرعة "لآلئ السويدي" أجود أنواع اللؤلؤ.
وتتميز اللآلئ بجودتها بالمقارنة مع المزارع الأخرى بفضل كمية عرق اللؤلؤ الذي يطلقه المحار في المزرعة، بحسب ما ذكره السويدي.





تنتج المزرعة لآلئ ذات ألوان مختلفة.
ومن الأبيض اللامع والأصفر، إلى الأزرق الفاتح والغامق، تتميز المحارات بإنتاجها ألواناً متنوعة تصل إلى 14 لوناً.





تحرص المزرعة على التركيز على الجودة.
ومنذ بداية هذا المشروع، حرص السويدي على التركيز على الجودة والتميز في الإنتاج، بدلاً من الإنتاج الكمي للؤلؤ، فقال: "إنتاجي لا يتعدى 40 ألف محارة سنوياً، بينما تُنتج المزارع الأخرى الملايين من المحار سنوياً".


رؤية اللآلئ عن قرب



بدأت المزرعة في استقبال الزوار منذ عام 2018.

ولا تُنتج المزرعة اللآلئ فقط، إذ أنها أصبحت من المزارات السياحية المهمة في الإمارات ومنطقة الخليج العربي بعد افتتاح أبوابها للزوار منذ بداية عام 2018.
وقال السويدي إن "رؤيتي منذ أكثر من 15 عاماً هي مشاركة الجميع في المعرفة المتعلقة بجمال هذا الحجر الكريم، وغموضه، وقصص الأساطير التي التفت حوله، وتاريخ أجدادي ومجدهم العريق بالغوص من أجله. ولن يحصل ذلك إلا بفتح مكان عملي للجمهور".
وتبدأ رحلة الراغبين بالتعرف على سحر اللآلئ من ميناء الصيادين في قرية الرمس من أجل الصعود على مركب غوص تقليدي يُدعى "الجاليبوت"، والإبحار بين المناظر الطبيعية وأشجار القرم.




تستقبل المزرعة الزوار مع الحرص على تطبيق الإجراءات اللازمة بظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وبعد ذلك، يتوجه الزوار إلى "بيت اللؤلؤ" العائم وسط خور الرمس للتعرف على كل ما يتعلق بالغوص بحثاً عن اللؤلؤ، كما يتمكن الزوار أيضاً من الاطلاع على دورة محار اللؤلؤ في المزرعة، وطرق العناية بها.