كتاب جديد للفيزيائي آفي لوب يناقش جميع الأطروحات التي تحاول الكشف عن ماهية جرم "أومواموا" الغريب
تميز هذا الجسم بسرعة عالية، واستنادا إلى ذلك استنتج علماء الفلك أنه قادم من نجم بعيد (المرصد الأوروبي الجنوبي)
في كتابه الصادر حديثا يدافع الفيزيائي الأميركي، أبراهام آفي لوب، عن أطروحة وجود حياة خارج كوكب الأرض، وذلك بعد مرور نيزك متفجر غريب عبر النظام الشمسي عام 2017 أثار جدلا كبيرا بين صفوف علماء الفلك.
ويعرض التقرير الذي نشرته صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي الجدل الذي أثاره هذا الجرم الغريب وكيف تناوله الكتاب. فعلى اللافتة الإعلانية الحمراء التي وضعتها دار النشر "لو سوي" (Le Seuil) يقول آفي لوب مدير قسم علم الفلك بجامعة هارفارد إنه إذا كان على حق، فهذا أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية.
وفي أول علامة على وجود حياة خارج كوكب الأرض، يسلّط المتخصص في دراسة الثقوب السوداء الضوء على اكتشاف جرم أومواموا ذي الشكل الشبيه بالسيجار، الذي عبر النظام الشمسي بأقصى سرعة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2017.
مذنب من نظام نجمي آخر
ورصد تلسكوب "بان ستارز1" (PanSTARRS1) عام 2017 في ولاية هاواي الأميركية جرما سماويا يدعى أومواموا لا يتعدى طوله 400 متر وعرضه 40 مترا. تميز هذا الجسم بسرعة عالية، واستنادا إلى ذلك استنتج علماء الفلك أنه قادم من نجم بعيد، وبذلك يكون أول جسم مكتشف قادم من نظام نجمي آخر.
وطرح فريق من وكالة الفضاء الأوروبية فرضية مفادها أنه من غير المستبعد أن يكون مذنبا من نظام نجمي آخر، وهو ما لم يقنع آفي لوب الذي يرى أن هذه الفرضية لا تسمح له بشرح التسارع المفرط للجرم السماوي وحقيقة عدم إطلاقه الغاز أو الغبار أثناء مروره بالقرب من الشمس، فضلا عن شكله غير المألوف.
وقد أكد باحث آخر في تقرير له نشرته المجلة الفيزيائية الفلكية (Astrophysical Journal Letters) النظرية القائلة إن أومواموا لا يمكن أن يكون إلا مسبارا مُرسلا من قبل حضارة خارج الأرض، وكان مقاله محل كثير من الانتقادات.
من جهته، علّق آفي لوب على ذلك قائلا إن "الجدل مستمر بسبب غياب أدلة ملموسة ودامغة. وبصرف النظر عن الاستنتاجات التي ستنهي الجدل بشأن ماهية أومواموا، فمن الواضح أنه كان ولا يزال حالة شاذة في حد ذاته".
يشرح الكتاب في 272 صفحة ماهية أول زائر بين نجمين تم التعرف عليه على الإطلاق
وتوضح دار النشر "لو سوي" أن الفيزيائي الأميركي يشرح في عمل يضم 272 صفحة فرضياته عن "ماهية أول زائر بين نجمين تم التعرف عليه على الإطلاق"، "ويطرح مسألة ما إذا كنا وحدنا في هذا الكون".
ويأسف الفيزيائي على تراخي الجامعات في التطرق إلى القضايا المتعلقة بالبحث عن حياة خارج الأرض، داعيا إلى توسيع نطاق البحث وتجاوز مسألة البحث عن الحياة الميكروبية على المريخ فقط، وهو هدف بعثة "بريزيفرانس" (Presrverance) التابعة لناسا التي من المقرر أن تهبط على الكوكب الأحمر في 18 فبراير/شباط الجاري.