إن المعنى اللفظى لكلمة " جيومترى " هو " قياس الأرض " من جهة " المساحة ". وقد نشأ هذا العلم نتيجة الحاجة العملية عند المزارعين فى بلاد ما بين النهرين ومصر، ذلك لأنهم كانوا مضطرين لقياس مساحات الأرض الزراعية المخة لهم و تقسيمها. وفى مصر كان الفيضان السنوى لنهر النيل الذى يخصب الأرض يضطر المزارعين إلى إعادة تخطيط الحقول الزراعية لأن مياه الفيضان تمحوا آثارها.
وقد تدرج الأمر بتلك الطريقة البدائية إلى قياس الأرض المستخدمة فى المبانى. وتقف المعابد القديمة فى مصر و بلاد ما بين النهرين بطرقها و قنواتها، شاهداً على مدى ما بلغه التطور فى هذا الحقل، علماً بأن ذلك ليس فى الواقع " الهندسة " التى نعرفها اليوم. والكلمة ألاً وضعها الأغريق لأنهم كانوا أول من أحال جميع قواعد القياس العلمية إلى فرع منظم إلى فروع الرياضيات.
وقد أهتم إقليدس الإغريقى بهذه العلوم، وقد عاش فى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد درس فى مدينة الأسكندرية التى كانت من أهم مراكز النفوذ الإغريقى خارج اليونان.
ويبدوا أن إقليدس لم يكن مخترعا بقدر ما كان مسجلا لأكتشافات غيره، و على هذا الأساس يعتبر من أهم أساتذة الريضيات فى العصور كلها.
وكان أهم مؤلفاته كتاب " الأصول " وهو الكتاب الذى ظل مرجعا لأكثر من ألفى سنة، ذلك أن أحداً من علماء الريضيات لم يبد من الدقة ما تول إليه إقليدس، إلا فى القرن التاسع عشر. فإلى ذلك الوقت ظل كتاب " الأصول " المثل الكامل للنظرية التى تصل إلى نتائجها عن طريق الأفتراضات الموضوعة بطريقة نظامية، وهى مانسميها
" بالنظرية الأستنتاجية " . فمن مجموعة صغيرة من " الأفتراضات " الأساسية، أو الأوليات، مقرونة بالتعاريف الدقيقة و التفكير المنطقى، توصل إقليدس إلى أستخلاص عدد كبير من النظريات المحكمة التنسيق.
و تجدر الإشارة إلى أن إقليدس كتب فى موضوعات أخرى، ولكن معظم كتبه قد فقدت و لم يلنا منها سوى كتابيه عن البريات و عن الموسيقى.