الدراسة اقتصرت على الحيوانات والطيور التي رُبّيت كحيوانات أليفة (جامعة باهيا الفدرالية)
كثيرا ما نقول على بعض البشر إن دموعهم مثل دموع التماسيح، لكن دراسة حديثة وجدت أن دموع البشر بشكل عام لا تختلف كثيرا عن دموع الطيور والزواحف.
وقد ظهرت تلك النتائج في دراسة جديدة نشرت في "فرونتيرز إن فيتيرناري ساينس" (Frontiers in Veterinary Science) في 13أغسطس/آب الجاري، ونشر بيان عن الدراسة على موقع "يوريك ألرت" (Eurek Alert).
وأكدت الدراسة أن الاختلافات الطفيفة بين هذين النوعين من الدمع، يمكن أن توفر رؤى أفضل حول علاجات عيون الإنسان والحيوان على السواء، بالإضافة إلى أدلة على تطور الدموع عبر الأنواع المختلفة.
أنواع جديدة للمقارنة
وتقول المؤلفة الأولى البروفيسورة آريان أوريا -من جامعة باهيا الفدرالية (Federal University of Bahia) في سلفادور بالبرازيل، "إن اكتشاف قدرة الدموع على الحفاظ على توازن العين، حتى في الأنواع والظروف البيئية المختلفة، أمر بالغ الأهمية لفهم عمليات التطور والتكيف، وهو ضروري لاكتشاف جزيئات جديدة لأدوية العيون".
وتلعب الدموع دورا مهما في الحفاظ على صحة البصر عبر الأنواع، لكن حتى الآن، لم يدرس الباحثون الدموع إلا في قائمة قصيرة من الثدييات، بما في ذلك البشر والكلاب والخيول والقرود والجمال.
وللحصول على صورة أكثر اكتمالا لكيفية عمل الدموع في الأنواع الأخرى، أضافت أوريا ومعاونوها الآن 7 أنواع من الطيور والزواحف إلى هذه القائمة.
وتوضح أوريا أنه "على الرغم من أن الطيور والزواحف لها هياكل مختلفة مسؤولة عن إنتاج الدمع، فإن بعض مكونات هذا السائل (الإلكتروليت) توجد بتركيزات مماثلة لما هو موجود عند البشر".
وتضيف "لكن الهياكل البلورية منظمة بطرق مختلفة بحيث تضمن صحة العين والتوازن مع البيئات المختلفة".
مكونات الإلكتروليت في دموع الطيور والزواحف مماثلة لما هي عليه في دموع البشر (جامعة باهيا الفدرالية)
تركيبة الدمع ونمط التبلور
وعملت أوريا ومعاونوها مع أطباء بيطريين من مركز للحماية ومركز لرعاية الحيوانات البرية ومربين تجاريين، لجمع عينات دموع من الحيوانات الأسيرة السليمة.
واقتصرت الدراسة على الحيوانات التي تم رُبّيت كحيوانات أليفة أو كجزء من جهود الحفظ، وجمع الباحثون الدموع كجزء من الفحوص الجسدية العادية للحيوانات.
وتضمنت الحيوانات في الدراسة نوعين من الببغاء، فضلا عن الصقور والبوم، إضافة للسلاحف والكيامن (التماسيح الأميركية الاستوائية) والسلاحف البحرية. وللمقارنة، جمع المؤلفون أيضا دموع 10 متطوعين أصحاء من البشر.
ومن خلال النظر في تكوين الدموع، وجد المؤلفون أن جميع أنواع الدموع تحتوي على كميات مماثلة من الإلكتروليتات، مثل الصوديوم والكلوريد، على الرغم من أن دموع الطيور والزواحف تحتوي على تركيزات أعلى قليلا. كما أظهرت دموع البومة والسلاحف البحرية مستويات أعلى من اليوريا والبروتين.
كانت بلورات دموع السلاحف البحرية والتماسيح الأميركية الاستوائية فريدة بشكل خاص (جامعة باهيا الفدرالية)
تباين البلورات
وبعد قياس تركيبة الدموع، نظر الباحثون أيضا في البلورات التي تشكلت عندما جف السائل المسيل للدموع. وقد تمكنوا من استخدام نمط التبلور هذا للكشف عن أنواع معينة من أمراض العيون، بالإضافة إلى الاختلافات الأخرى بين أنواع الدموع.
وعلى الرغم من أن الأنواع المختلفة لها تركيبة دموع متشابهة، فإن من المدهش أن البلورات أظهرت تباينا أكبر، حيث كانت بلورات دموع السلاحف البحرية والكيامن فريدة بشكل خاص، ربما كنوع من التكيف مع بيئاتها المائية.
ولا تزال دراسة الدموع تعكس فقط عددا صغيرا من الأنواع، خاصة أن هذه الدراسة كانت مقصورة على الحيوانات الأسيرة.
لكن البحث المستقبلي للأنواع الإضافية يمكن أن يستمر في توسيع فهمنا لأنواع الدموع، ويمكن أن يساعد أيضا في توجيه علاجات أفضل لكل من الحيوانات والبشر.
وفي الختام تعلق أوريا، قائلة إن "هذه المعرفة تساعد في فهم تطور وتكيف هذه الأنواع، وكذلك في الحفاظ عليها".