في إحدى القرى الصغيرة عرف حاكمها أن هناك مجاعة كبيرة على وشك الحدوث، وأخبر سكان القرية بهذا الخبر وأمرهم أن يعدوا أنفسهم لمجابهة المجاعة ويخزنوا الطعام والماء في قدر كبير جدا وضعه في وسط القرية.
وكان الحاكم قد حدد أن يقوم كل شخص من سكان القرية بملئ كوب حليب وسكبه في القدر الكبير وأشترط أيضا أن لا يرى أحد من سكان القرية الآخر، وبالفعل نفذ كل سكان القرية أوامر الحاكم بحذافيرها، وفي الصباح وجد الحاكم أن الوعاء مملوء بالماء فسأل الناس أين الحليب؟ فأتت الإجابة واحدة وهي أنهم ظنوا أن وضع الماء في الحليب لن يؤثر على الحليب.
فعرف الحاكم أن الجميع وضع الماء بدلا من الحليب ولم يقم أحد بوضع الحليب أبدا في القدر، وعندما حدثت المجاعة لم يجد أهل القرية ما يشبع جوعهم ولا عطشهم لأنهم غشوا الحاكم وغشوا انفسهم.