(( المتاهة))
(( الجزء الاول ))
(( الحلقة السادسة ))
يوم جديد و لا أعرف أين وصلت بمتاهتي لان كل شيء يبدو لي متشابه الوجوه متشابه التي التقيها، والابواب نفسها و الجدران البائسة نفسها ، وأن أتجول في متاهتي التي بدأت اتاقلم معها خطرت لي فكرة ، شعرت بأنها واجب علي أن اقوم به قررت أن اكتب ( رسالة إلى الوالي) علها تصل ويعلم ما يحدث في ولايته،
فتمتمت بها ، سيدي الوالي هل تدري ماذا حل بالرعيه، وما هي ظليمتهم في متاهة انت واليها، هل سمعت بما يحدث في دائرة رقم 1 , وفي دائرة رقم 2 , وفي دائرة رقم 3 , سوف اصارحك بماذا سمعت ولن أخشى ردة فعلك، قالوا أن الوالي راضي بما يحصل ، وحدثة مشادة امامي بين موظف وبين أحد أفراد رعيتك في هذه الولاية الفقيرة ، اسمعها ...
المواطن :- تره هواي تعبت وحقوقي راحت وهذا باب رزقي وانتوا جاي تحاربوني، والله العظيم راح اطلع منا كبل ل ( الوالي) اشتكي عليكم.
الموظف :- اكلك تخوفني انته روحي وين ما تشتكي اشتكي روح ل ( ابو الوالي ) .
(( طبعا كل الذين يقفون كان يعرفون الحق مع المواطن، ولم يتنفس نفس واحد ، ولن يشهدو على الموظف ، ولن ينصرو المواطن )) (( هل تعرف يا سماحة والي الولاية أن ولايتك تعيش الجحيم ورعيتك يعيشون اسوء أيام حياتهم لا باب يطرق ويطرقوه، ولا إذن تسمع ويحكون همومهم، كأنهم في وادي الظلمات أصوات تعلو مزعجه تسمعها انت وحاشيتك فتحاولون اسكاتها بالفتات، وهم لا يمثلون واحد بآلاف من المظلومين، انصت جيدا فسوف ياتي يوم لا ينفعه فيه الندم ، ليس لك عذر ابدا ، الأمر بيدك وانت الأمر الناهي )) ..
أقسمت بيني وبين نفسي بما اؤمن به اني لن ادنس شرفي وكرامتي واساعد على هدم ما تبقى من المبادئ وسوف أجعل من معاملتي هذه رساله لكل من لا يفهم معنى الكرامه و لقمة الحلال الغير ملوثة بالرشى درسا ، أقسمت أن اصبر علني اكون قد هديت من امر به من الملوثين إلى أن يطهر نفسه .
انا :- سلام عليكم استاد، امس كتلي تعال باجر لان الاستاد ما موجود .
( رفع رأسه ونظر الي ولسان حاله يقول ، هل من المعقول هذا الرجل لا يفهم ما نريده منه ، اوصلنا له مئات الرسائل وهوه لا يفهم المعنى )
الموظف :- هلو ، اي نزل هسه يجي، اساله، وراوي معاملتك .
انا :- راح انتظر اباب الغرفه حتى إذا اجه بلكي يمشيه.
الموظف :- .........
و تمر الدقائق وكأنها السنون، ولكن المنعطف كبير واصلحه اصعب من كل التصورات، يحتاج إلى عزيمه وصبر و طاقة استثنائيه، رغم كل هذا سوف اقاوم ولن انهار، اعرف ان الدنانير التي اعطيها قليله جدا ولا تساوي هذه الساعات التي تضيع من عمري في وسط هذا الجحيم ، ولكن جعلت منها مشروع إصلاح لنفسي ولمن لا يفهم معنى الكرامه .
تمر أكثر من ساعه وها هوه موظفنا المنتظر.
انا :- استاد ، البارحه بقيت انتظر ، وكالو بالمحكمه، شنو الإجراء الي لازم نسوي .
الموظف :- ( حصره قويه ، وهواء حار يخرج من فمه ، لو كان هنالك حجر قريب عليه لاحرقه) اي خويه بس خلي اتاكد من الاستاد، مو هي الشغله مو بهاي السهوله .
انا :- استاد تره اني مو انسان يجهل القانون ، واعرف تقريبا ما هوه لي وما هوه علي ، وهاي معامله اكل عليها الدهر وشرب.
الموظف :- خويه انت شنو تريدني اخالف القانون، و اتحمل مسؤولية، لا عيني هيج امر اني ما اتورط بي .
انا :- تمام استاد، اني راح اروح لمدير الدائرة.
الموظف:- خويه براحتك روح .
(( ماذا يحصل يالهي !!! اين نحن الان من الكره الارضية ، لا خوف من الوالي، ولا خوف من مدير الدائرة، ولا خوف من القانون ، و كلا يعمل على هواه ، هل هي نهاية اللاشيء، هل أن خوارزميت الحياة تشابكت، والأرقام تبعثرت في هذه الفوضى، فأصبحت الااحاد أعلى من المئات قيمه ...........
وفي طريقي إلى غرفة المدير لم أرى مراجع في هذه الدائرة ، كل من رأيته هم من يسموهم( معقبين) وانا المراجع الوحيد في وسط هذا الإعصار الرهيب ، هنا عرفت حقيقة الأمر.
يتبع .........