في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم وتراجع المبيعات، أطلقت دار شانيل الفرنسية صرخة مدويّة تحمل شعار العائلة. فالفيلم الذي تدور أحداثه في شارع31 Rue Cambon في باريس ويحمل توقيع المبدع أنطون كوربجين Anton Corbijn ، يصوّر لنا نجمات ارتبطت أسماءهن بالدار أمثال بنيلوبي كروز وماريون كوتيار وغيرهما.. لسن مجرد سفيرات بل هن العائلة، عائلة شانيل والقاسم المشترك هو الهوية التي يحملنها في أسلوب حياتهن وليس في الجينات. يذهب بنا الفيلم إلى ما هو أبعد من مجرد تصاميم راقية لدار ذات إرث عريق.
هو فيلم يحمل قيم العائلة والروابط الأسرية والعادات الاجتماعية التي تجلت عندما أطلت عروس شانيل على ظهر جواد أصيل. وقد تميز الفستان ليس فقط في التطريز الذي تنفذه أياد محترفة من مشغل لوساج المحترف، والمرصّع بحبوب اللؤلؤ وأحجار الراين، بل بمفهوم القيم التي يمثلها فستان تقليدي صُمم لتجسيد مناسبة هامة. أدخلت شانيل في عرضها الفرح عبر إدخال قوس من الألوان فالأبيض يتألق بتطريز باللون المرجاني عند الأكمام والسترات الأيقونية التي شكّلت شهرة الدار ارتقت وارتدت حلة براقة ميتاليكية تعد بعام حافل بالمناسبات والذكريات.
فالنتينو: يقدّم العرض الذهبي ولكن من روما
من روما أطلق المدير الإبداعي لدار فالنتينو بيار باولو بيتشولي مجموعته الراقية المغمورة بالذهب، حيث طليت وجوه العارضات بالذهب وتدلى هذا اللون الملكي ليصل إلى القدمين فانتعلت العارضات جزمات ذهبية. تميز العرض بأكسسوارات الرأس وأدخل المصمم الذهب مع كل الألوان فغمر هذا اللون المعاطف المطرزة باليد والتنانير بقصاتها الأميرية. الكوتور بالنسبة لبيتشولي ليس مجرد ذوق وتطريز عريق بل هو حرفة تمتزج فيها المشاعر وقد أعاد ترجمة شيفرتها إلى ما هو أكثر بساطة. تتجلى عظمة الحياكة اليدوية في عرضه ضمن قطع أيقونية تحتفي بالإنسان كما يقول المصمم على انستغرام الدار الرسمي، فهذا العرض هو "رقصة بين العقل والجسم، بين المواد المحسوسة والأفراد. ولعل أصدق تعبير عن المجموعة الموسيقى التي تهادت عليها العارضات Temporal تيمناً باسم العرض Code Temporal.
ألكسندر فوتييه تفاؤل رغم الظروف الراهنة
يبدو أن بعض المصممين رأوا بوادر أمل من هذه الأزمة فالمصمم جوليان فورنييه اعتبر أن الكوتور تشهد تحسناً في المبيعات بدليل أنّ السيدات بتن يطلبن أزياء معدّة بحسب الطلب وخف الطلب على الأزياء الجاهزة لصالح الكوتور. وبدوره بعث المصمم الكسندر فوتييه رسالة أمل في عرضه المسمى Hope Load وكأنه كان يتنبأ بقرب انتهاء هذا الكابوس وعودة الحياة الى طبيعتها قريباً. سادت أجواء الثمانينات في هذا العرض الراقي لصيف 2021 من حيث الفساتين الميني الضيقة والأكمام المنفوخة المزوّدة بحشوات عند الأكتاف.
أرماني وتحية تقدير إلى ميلانو
من ميلانو أطلق المصمم جورجيو ارماني عرضه الافتراضي الراقي لصيف 2021، وهي المدينة التي يعتبرها منزله منذ العام 1975. تألقت المجموعة بتطريز بالكريستال المنمق المنفذ بمهارة يدوية وقد اعتبر المصمم عبر انستغرامه الرسمي أن الكوتور عالم راق غير متاح إلا للنخبة، وقد رغب في مجموعته أن يروي مسيرته المهنية وتوقه الى الحرية والاستقلالية وقد جرى العرض في بالاتزو أورسيني واتسمت الأزياء بالخفة وبالحيوية لجهة الألوان والقماش المستعمل بقالب عصري لجذب الجيل الشاب.
هذه باختصار أبرز أحداث اليوم الثاني من أسبوع الموضة الراقية الباريسية، ونشير إلى أن الجدول يتضمّن أكثر من ثلاثين مصمماً يطلقون مجموعاتهم الافتراضية، على الرغم من تفشي جائحة كورونا وفرض ظروف التباعد الاجتماعي، الأمر الذي يعيد الطمأنينة إلى مستقبل الموضة الراقية في المستقبل.