ها هي ذي أرض الخمسين
يحدودب فيها الضوء، وتعرى كل تقاويم النهرِ
فالماء كثير النسيانِ
والقلب تهاجر دقّاته
والموسم يهرع حافي القدمين
في هذي الأرض التي لا تحمل أسماء أخرى
تتزوج كل الأشجار من ظلٍّ واحد
وتُعلّق في الأغصان عصافيرٌ للذكرى
والناسون مواعيدَ حضورهمُ مثلي
تتزاحم في الضوضاء معابرُهمْ
فهمُ الآن في أقصى اللغةِ
كلماتٌ يابسةٌ وخواطرُ سكرى

ها هي ذي أرض الخمسين
مسطّحة السرّ .. نائمة تحت الرمل
تتشابك فوق عناوين مدائنها
أشتات مرايا، ينمو في صحبتها زمنٌ
يشتق اللحظة من ظلّه
زمنٌ يتراكمُ في الربع الخالي من وقته

في أرض الخمسين
للشاعر كلّ سفينته..
وحده من يرسم في البحر خريطتها
وحده من يرفع فيها الشراع
وحده من يحكم توجيه الدفة
وحده من يعرف كل جهات الريح
وحده من يهمس للأمواج و يلقي المرساة
لكنه وحده من.. لا يعرفُ انه وحده!









ابراهيم الغالبي