نجوم الكوميديا مو عامر ولطفي ويوسف
حسام فهمي
تظل الكوميديا وسيلة مهمة للمعارضة وإيصال الأفكار التي قد يكون من الصعب إيصالها بشكل مباشر، ونحن العرب بشكل خاص تمثل الكوميديا عنصرا هاما في حياتنا.
نستعرض كيف حافظت طيور عربية مهاجرة على الكوميديا كوسيلة للمقاومة والاحتفاظ بالهوية، في عصر يتعرض فيه العرب للتنمر والعنصرية، وفي وقت تتصاعد فيه أصوات اليمين القومي في أوروبا وأميركا، المعادية للأجانب عموما، والتي تلصق تهمة الإرهاب بكل من يحمل ملامح شرق أوسطية.
مو عامر، إسماعيل لطفي، رامي يوسف، كوميديانات عرب وصلوا لشهرة عالمية، كما احتفظوا بأصولهم الفلسطينية والسورية والمصرية. ولكل واحد منهم حكايته الملهمة.
الفلسطيني مو عامر
ولد محمد عامر لأبوين فلسطينيين من مدينة حيفا، عمل والده في الكويت، وهناك تلقى تعليمه في أحد المدارس البريطانية، ومع اندلاع حرب الخليج واقتحام القوات العراقية هذا البلد هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة.
تنقل لسنوات طويلة يحمل وثيقة لاجئ ضمنت له السفر طبقا لمعاهدة جنيف الدولية، لكنها في نفس التوقيت سببت له العديد من المواقف الغريبة والكوميدية التي يذكرها عادة في عروضه الكوميدية.
اشتهر عامر بلقب "مو" وقدم أداء كوميديا في مجموعة من أبرز البرامج التلفزيونية الأميركية، أهمها برنامج المذيع الشهير "جيمي فالون". كما أنتجت له شبكة نتفليكس عرضا خاصا، هو متاح حاليا للمشاهدة عبر منصتها.
كوميديا "مو عامر" يمكن تصنيفها وبامتياز كوميديا العرب في المهجر، فهو يركز بشكل خاص على المفارقات الكوميدية التي يمر بها نتيجة أصوله الفلسطينية وملامحه العربية.
السوري لطفي
شاب عربي آخر ذاع صيته على مستوى عروض "ستاند أب كوميدي" بالولايات المتحدة هو إسماعيل لطفي، الذي ولد لأبوين سوريين ولكنه عاش منذ طفولته في أميركا، وبالتحديد فلوريدا إحدى ولايات الجنوب.
يركز إسماعيل في عروضه الكوميدية على تحطيم الصورة النمطية للعرب والمسلمين، بوجهه الضاحك وجسده النحيل، الذي ينافي تماما الصورة النمطية للعرب والمسلمين التي تنشرها وسائل الإعلام الأميركية.
يشارك كأحد الكتاب الرئيسيين في كتابة حلقات برنامج السخرية السياسية الشهير "عمل وطني مع حسن منهاج" والذي تنتجه وتبثه أسبوعيا شبكة نتفليكس أيضا.
حقق البرنامج شهرة عالمية وخصوصا بعد حلقة عن مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بالإضافة لحلقات البرنامج الخاصة عن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والمرشح الأميركي الديمقراطي للرئاسة بيرني ساندرز.
إلى جانب ذلك، يقدم لطفي عروضا كوميدية منفردة في العديد من البرامج الأميركية الشهيرة، أبرزها أداؤه مع المذيع الأميركي جيمي كيميل، بالإضافة لعروض متعددة على مسرح "كوميدي سنترال".
كوميديا لطفي تمتزج فيها السخرية من اليمين الأميركي الذي لا يصنف أي شخص غير أبيض كأميركي ولا يصدق أن شابا يحمل اسما عربيا يمكن أن يكون من أبناء فلوريدا، مع السخرية من الثقافة الشعبية الأميركية والأفكار النمطية عن سكان الجنوب المعروفين بانخفاض مستوى المعيشة وزيادة نسبة حمل السلاح.
المصري يوسف
ولد الكوميدي رامي يوسف لأبوين مصريين داخل الولايات المتحدة وقدم العديد من العروض الكوميدية المنفردة، أبرزها عرضه مع المذيع الأميركي الشهير ستيفن كولبيرت. بالإضافة لبطولته مؤخرا لمسلسل "رامي" من إنتاج شبكة هولو.
وللصدفة فإن يوسف صديق مقرب من الفلسطيني مو عامر الذي يشاركه بطولة مسلسله الكوميدي "رامي".
شهرته تضاعفت بالطبع عقب فوزه بجائزة "غولدن غلوب" في فئة أفضل ممثل بمسلسل كوميدي، في يناير/كانون الثاني الماضي. لكن ما لا يعلمه الجميع أن يوسف ليس ممثلا كوميديا فحسب، ولكنه أيضا كاتب ومخرج، وقد قام بنفسه بكتابة وإخراج بعض حلقات المسلسل.
يعكف حاليا أيضا على كتابة حلقات الموسم الثاني من مسلسله، بالإضافة لتحضيره لمسلسل خاص عن حياة أحد شخصيات المسلسل وهو صديقه ستيفن المصاب بضمور العضلات المزمن.
في مسلسله ركز يوسف بشكل خاص على هويته كمصري مسلم يعيش بالمجتمع الأميركي، حيث تتعارض العديد من مبادئ الإسلام مع الحياة الصاخبة التي يريد أن يحياها كل الشباب الأميركي.
بشكل مشابه للطفي فعروض يوسف الكوميدية ومسلسله أيضا يدوران حول تحطيم الصور النمطية حول العرب والمسلمين، فيحاول قدر الإمكان أن يظهر نفسه وأهله وأصدقاءه في مواقف حياتية طبيعية، يدرك من خلالها المشاهد الأميركي أن العرب والمسلمين يشاركونه نفس الهموم والأحلام، كما أن لهم همومهم الخاصة وهويتهم شديدة الخصوصية التي يجب تفهمها.