الممثل الهندي شاروخان (مواقع التواصل الاجتماعي)
رغم ما يواجهه العالم من موجات متلاحقة من تفشي جائحة كورونا، فإن وزارة الإعلام والإذاعة الهندية أعلنت، أمس الاثنين، اعتزامها السماح لدور السينما والمسرح باستقبال الجمهور والعمل بقدرة تشغيلية بنسبة 100%، وإلغاء القرار القديم الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 الذي كان يفرض شغل 50% فقط من المقاعد في مساحات العرض الجماهيرية.
أمل بوليود وجمهورها
ويعدّ القرار الجديد بادرة أمل لصناع السينما البوليودية وجمهورها داخل الهند، فسيطمئن منتجي بعض الأفلام المنتظرة والمؤجلة منذ العام الماضي، وعلى رأسها فيلم "راضي" (Radhe) من بطولة وإنتاج النجم الهندي سلمان خان، والمنتظر طرحه في 31 مايو/أيار المقبل بعد تأجيله عاما كاملا، إذ كان مقررًا طرحه في 22 مايو/ أيار 2020، لكن كورونا فرضت سيناريوهات أخرى.
والقرار أيضًا بُشرى لجمهور الممثل الهندي المحلي "دانوش" الذي يظهر في العام الحالي في فيلمين مؤجلين من العام الماضي جراء الجائحة.
العودة بحذر
وبينما قررت الحكومة الهندية عودة العمل بنسبة 100% في قاعات السينما، أكدت إلزام جميع موظفي قاعات العرض وروادها بالإجراءات الوقائية، بما في ذلك التباعد الاجتماعي الإلزامي، وارتداء كمامات الأنف والفم، واستخدام معقمات اليدين.
وفرضت الحكومة مبادئ توجيهية مفصلة لتهوية الهواء داخل دور السينما، تحدد إرشادات درجات الحرارة والرطوبة اللازمة. وفي حين ستواصل كثير من المناطق التي حُدّدت على أنها مناطق احتواء لـ"كوفيد-19″، الإبقاء على إغلاق دور السينما وقاعات العرض، يبدو أن الهند تحاول الحفاظ على تجربتها الفريدة في مواجهة الجائحة.
تجربة الهند في مواجهة الجائحة
مرّت الهند بتجربة غريبة ومبهرة على السواء في مواجهة تفشي جائحة كورونا، فهي تأتي في المرتبة الثانية في ترتيب عدد الإصابات بفيروس كورونا بـ10.8 ملايين حالة إصابة، بفارق كبير عن الولايات المتحدة التي سجلت 26.2 مليون حالة إصابة، لكنها في الوقت نفسه تتصدر ترتيب الدول في حالات التعافي من الفيروس بـ10.4 ملايين حالة تعاف.
وتشير بعض الأراء التي سجلتها "فايننشال تايمز" (Financial Times) إلى نجاح أسلوب المناعة الجمعية "مناعة القطيع" في الهند، فبعد تصاعد قاس في عدد الحالات اليومية عانته الهند في ذروة الموجة الأولى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصلت الحالات الجديدة فيه إلى 100 ألف إصابة جديدة يوميًا، تراجعت الحالات أخيرا بشكل مثير للارتياح والدهشة لدى الأطباء المعالجين في المستشفيات الهندية.
كما تعاقدت الهند لتصنيع لقاح "أسترازينيكا" المعترف به أخيرا، وبدأت على الفور بإتاحة اللقاح للجمهور، وأعطت الأولوية للفرق الطبية وأفراد الجيش والشرطة الهندية، قبل نشره بين الأفراد الأكثر عرضة للخطر من المرضى وكبار السن.
وتسجل الهند تزايدًا في حالات التعافي وانخفاضًا يوميًا في تعداد الإصابات الجديدة، بعد أسبوعين فقط من بدء حملة التطعيمات التي وصفتها الغارديان (The Guardian) البريطانية بأنها أكبر حملة تطعيم في العالم، إذ بلغ عدد من حصلوا على اللقاح في الهند حتى الآن قرابة 3.74 ملايين هندي.
وربما يزيد القرار الهندي الجديد بإتاحة العمل بكامل القدرة التشغيلية لقاعات ومسارح العرض، من آمال العالم تجاه احتواء الأزمة وعودة الحياة إلى وضع مقارب من طبيعتها السابقة، لكننا لا يبدو أننا سنتخلى عن الكمامات ومعقمات الأيدي في القريب العاجل، فهل تفضل الذهاب إلى السينما مع كمامة ومعقم يدين؟ أم تفضل الانتظار حتى التأكد من انفراج الأزمة؟