((المتاهة ))
((لجزء الأول ))
((الحلقة الخامسة))
ذهبت في خيالي بعيدا وتصورت لو كان هنالك قوة لكي اسيطر بها عمن حولي ، تذكرت بعض القصص الخيالية لاصدقائي القدامى في مرحلة من مراحل الشباب ، أن أحدهم لدية ابن عم كان يملك ( عرج السواحل) عندما يدخل على اي موظف أو مسؤول ينرعب هذا المسؤول ، ويطلب قريب صديقي هذا اي شيء يحصل عليه وبكل سهولة، سحبت هاتفي واحاول البحث عن رقم صديقي هذا الذي حكى لي هذه القصة قبل عشرون سنة مضت ، ضحكت بيني وبين نفسي وانا احاول هذه المحاوله، اي يعقل بي بعد هذا العمر وهذه التجارب في الحياة وبعد كل الذي درسته ضمن اختصاصي في علم النفس وكل الروايات التي قرأتها وكل كتب الفلسفة التي أبحرت بها ، أن أفكر هكذا تفكير ، تبا لهذا الخيال ، ولكنه الاحباط يجعلني ابحث في هكذا بشاعة في التفكير . ها هي الساعه العاشره وانا اقف على باب مسؤول الدائرة رقم 2 ..
انا :- سلام عليكم استاذ اشونك أن شاء الله بخير .
المسؤول :- اهلا استاذ حياك الله. تفضل .
انا:- ربي يحفظك، استاذ البارحة بقيت انتظرك لنهاية الدوام الرسمي ، وكنت اريد تفسير لكتابه (هيروغلوفيه) مكتبوبه على اضبارتي ، والموظف كال بس المدير يفسره .
المسؤول:- ههههه ها سهله هسه اجي وياك واشوفه .
(( طبعا مسؤول الدائرة كان صديقي سابقا ، وانا اعاني هكذا معانات، كيف هو حال من لا صديق له ))
المسؤول:- يلا استاذ خلصت شغلي كوم وياي .
انا:- رحم الله والديك استاذ راح ازحمك .
(نحن الان في داخل غرفة اضبارتي )
المسؤول:- عمي وين اضبارة الأستاذ، بسرعه طلعوه خلي اشوف شنو مكتوب عليه .
الموظف:- تفضل استاذ هاي الاضبارة ، استاذ هاي العبارة ما فهمته وتخوفت منه خاف اكو شي .
المسؤول:- لك بابا ما مكتوب شي ، كاتبين شي يخص غير اضبارة وشاطبين عليه ، ما تشوفه مشطوب.
الموظف :- و هسه شسوي استاذ .
المسؤول:- تحجي صدك انته صارله يومين متاخر علمود هاي الكتابه ، يلا صدرله كتاب واني هسه واكف يمك .
(( الموظف جدا ممتعض، وغير راغب بإصدار الكتاب، ولكن المسؤول واقف ولا يريد الخروج حتى يصدر الكتاب))
الموظف:- تفضل استاذ هذا الكتاب .
(( أشعر بنصر عظيم لا مثيل له لقد استطعت أن أحصل على ثلاث كلمات واربع ارقام في اعلا الصفحه وختم في وسط هذه الورقه اللعينه التي كادت أن تخرب منظومتي الفكريه التي بنيتها منذ عشرات السنوات ))
ولكن الاحباط عاد لي بعد عشرة دقائق من هذا النصر العظيم ، فقد تذكرت الدائرة رقم 1 ومتاهاتها الخرافية ، وكيف ستكون لغة التحاور والنظرات والاشارات الغريبه التي سوف أراها هناك ، وبدء العرق يتصبب مرة أخرى رغم برودة الجو ، شعور لعين عندما تريد المقاومة والدفاع عن مبادئك وسط هذا الإعصار المروع من السلبيات التي لا اول لها ولا آخر، ولكني عزمت المقاومه ، وكيف بي لا اقاوم وانا اقراء يوميا عشرات المقولات التي تتكلم بالشرف والأمانة والنزاهه على صفحات الفيس بوك من اناس وجدتهم بالصدفة وانا اراجع في معاملتي يجلسون خلف المكاتب صباحا يعرقلون الحياة وفي الليل ينشرون أروع مقاطع الفلسفه للامام علي و لفلاسفة اغريق ويونان و المان وينصحوني أن أعيش المثالية ))
بدأت اعصابي بالتوتر و وجبهتي تصدعت ها هيه اول خطواتي في متاهتي الاولى.
انا :- سلام عليكم استاذ .
الموظف:- هلا عيني ، ( وهوه ينظر بورقه بيده، اعتقد انها أحد المقولات التي سوف ينشرها ليلا)
استاذ :- كملت الكتاب من دائرة رقم 2 ، هذا شوفه .
الموظف :- عيني ، اعتقد الحقوقي هوه الي يقرر، لان هذا الكتاب ماله أهمية إذا ما تروح لدائرة رقم 3 لان هي صاحبة القرار .
(ياللهي صبرني، ادعوك واتوسل إليك، لقد فاجئني برده هذا الموظف ، هل يعقل لهذه الدرجة يتم الاستهانه بمشاعر الآخرين ، من تكون انت وتحول التلاعب بي وبغيري من المراجعين، أحاول السيطره على انفعلاتي بعد أن افرغ هذا الموظف آخر ذرة من الطاقة الايجابيه لدي ،انا في مأزق كبير اتجاه كرامتي، و كل ما تعلمته في الحياة من فنون الأدب ))
انا :- استاد، هسه بس اريد اعرف الشغله يمك لو يم الحقوقي، لان ما اعرف بعد وين اروح .
الموظف :- خويه خلي يجي الحقوقي من المحكمه و هوه راح يفهمك.
( انسحبت بهدوء تام ولا اريد ان اسال متى سوف يأتي الحقوقي ، لان منظومتي الفكريه أشعر بها قد تعطلت امام هذا الكم الهائل والرهيب من شحنة الاهانه التي اتلقاها وبدفعه واحده )
اعطيت الأمر لقدماي بالتحرك ولكن من غير وجه هي تسير وانا شارد الذهن، لا أفكر بمعاملتي ولكن الأمر فيه خطاء كبير كل شيء يسير عكس الاتجاه، هل يعقل أنا من هوه عكس الاتجاه ولا أشعر بنفسي ، تذكرت في هذه اللحضات الاب الروسي الذي كان يحمل ابنه الصغير على صدره في حقبه من حقب الاتحاد السوفيتي وكانت درجة الحراره تحت الصفر ب 20 درجة و صغيره كان مريض وينتقل من صيدلية إلى صيدلية يبحث لدوء لابنه ولا يساعده أحد ولا يجد الدواء وساعات طويله وهوه يبحث حتى وقف في أحد الصيدليات ورمى بابنه الى السقف وسقط الطفل ميت ، تعطل كل شيء عند هذا الروسي ، لماذا تريدونا أن نصل إلى هذا الحال ، يامن جلستم على الكراسي العاجيه.....
يتبع................