تأثرت إسبانيا بجائحة فيروس كورونا، مثل العديد من الوجهات حول العالم. ولكن، يبدو أن التوسع الطموح لخدمة السكك الحديدية عالية السرعة في هذه الدولة الأوروبية، لا يزال مندفعاً بأقصى سرعة هذا العام.وستنقل خدمة "Avlo" منخفضة التكلفة للمشغلة الحكومية الإسبانية "Renfe" الركاب لمسافة 500 كيلومتر بين مدريد وبرشلونة خلال ساعتين ونصف فقط، وبأسعار تبدأ من 5 يورو (حوالي 6 دولارات).
وستبدأ خدمة "Avlo"، التي تسافر بسرعات تصل إلى 330 كيلومتراً في الساعة، وتضم 438 مقعداً، في تشغيل أربع رحلات ذهاب وإياب يومية بين المدينتين الإسبانيتين اعتباراً من 23 يونيو/حزيران.
أطلقت إسبانيا قطار "طلقة" منخفض التكلفة بين مدريد وبرشلونة.
وبينما تستغرق معظم الرحلات ثلاث ساعات على الأقل، مع محطات إضافية في غوادالاخارا، وكالاتايود، وسرقسطة، ولييدا وتاراغونا، وجيرونا، فإن القطارات الأسرع ستصل إلى وجهتها النهائية بحوالي 150 دقيقة.
وقامت "Renfe" بتحويل 112 من قطاراتها عالية السرعة للخدمة الجديدة، والتي كان من المقرر إطلاقها في أبريل/نيسان من عام 2020.
تم تجهيز قطارات "Avlo" بـ438 مقعداً.
وتأخرت الخدمة الجديدة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ويتزامن تاريخ إطلاق خدمة "Avlo" الجديدة مع الذكرى الثمانين لتأسيس "Renfe"، واختار المشغل الاحتفال بهذه المناسبة من خلال تقديم تذاكر بقيمة 5 يورو للرحلات حتى ديسمبر/كانون الأول.
وتتراوح الأسعار القياسية من 10 يورو إلى 60 يورو للرحلة الواحدة.
منافسة شرسة
وتُعد خدمة "Avlo" في الأساس بمثابة بديل أرخص لشبكة "Alta Velocidad Española" الخاصة بـ"Renfe"، والتي تُشغّل على ثاني أطول شبكة للسكك الحديدية عالية السرعة في العالم، بعد خدمة قطارات "الطلقة" في الصين.
وتواجه منافسة شديدة من شبكة "Ouigo" التابعة لشركة "SNCF" الحكومية الفرنسية، وهي خدمة أخرى للسكك الحديدية عالية السرعة ومنخفضة التكلفة بين مدريد وبرشلونة، ومن المقرر إطلاقها في مايو/أيار.
وستباع أول 10 آلاف تذكرة ذهاب وإياب لـ"Ouigo" مقابل يورو واحد فقط لكل منها، بينما تبدأ الأسعار القياسية من 9 يورو لكل اتجاه.
وفي ظل تنافس الشبكتين من أجل العملاء، فإن أولئك الذين ينجحون في اقتناص تذاكر القطار لرحلات تزيد عن 600 كيلومتر مقابل 5 يورو أو أقل سيشعرون بالتأكيد بأنهم فازوا بالواقع.
ورغم أن المستقبل يبدو مشرقاً بالنسبة لخدمة القطارات فائقة السرعة في إسبانيا، إلا أن البلاد تضررت بشدة من الجائحة، ومن المستحيل التنبؤ بكيفية سير الأمور في الأشهر المقبلة.