لوحة الشاب الذي يحمل ميدالية (موقع دار سوذبيز للمزادات العالمية)
أعلنت دار سوذبيز (Sotheby’s) للمزادات العلنية أنها ستعرض لوحة نادرة للفنان العالمي ساندرو بوتيتشيلي (Sandro Botticelli (1445-1510، كواحدة من أبرز الأعمال ضمن سلسلة مبيعات ماسترز ويك Masters Week التي ستقدم خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل في مدينة نيويورك الأميركية، ومن المنتظر أن تنضم هذه اللوحة إلى مجموعة الأعمال الفنية القيمة الأخرى.
ومن المتوقع أن يصل سعر اللوحة إلى أكثر من 100 مليون دولار، مما قد يجعلها من أهم اللوحات وأعلاها ثمناً بين التي ستطرح في مزاد علني، لتتجاوز قيمتها أعمال فنية عالمية، أبرزها بورتريه أديل بلوش باور الثاني Adele Bloch-Bauer II للمبدع غوستاف كليمت Gustav Klimt، والذي بيع عام 2006 مقابل 87.9 مليون دولار، وبورتريه دكتور غاشيه Dr Gachet للفنان العالمي فينسينت فان غوخ_Vincent van Gogh الذي بيع عام 1990 مقابل "82.5 مليون دولار".
لوحة نادرة من عصر النهضة
تعتبر لوحة بوتيتشيلي "الشاب الذي يحمل ميدالية" (Young Man Holding A Roundel) من أهم اللوحات التي رسمت في عصر النهضة، ويعود ذلك لكونها واحدة من أندر أعماله المكتشفة حتى الآن، خاصة أنها تأتي ضمن 12 لوحة فقط عرفت له حتى يومنا هذا.
تصور اللوحة شابا نبيلا من عائلة أرستقراطية، ذا شعر طويل، يرتدي زيّا عالي الجودة، يحمل بين يديه ميدالية رسم عليها صورة صغيرة لقديس يعطي المباركة.
لم يستطع الخبراء تحديد شخصية صاحب اللوحة أو تاريخ إنجازها، غير أن التقديرات تشير إلى أنها رسمت في أواخر سبعينيات أو أوائل ثمانينيات القرن الـ١٩، حيث تم دمج عملين فنيين في لوحة واحدة، وهما رسم بوتيتشيلي للشخصية النبيلة، والميدالية التي أخذت شكل قرص دائري يستخدم كرمز يصور قديسا، وهو عمل أصلي من القرن الـ١٤ يُنسب إلى الرسام بارتولوميو بولغاريني.
وتشير الأبحاث إلى وجود احتمال كبير لأن تكون شخصية اللوحة هي جيوفاني دي بيير فرانشيسكو دي ميديشي، الذي كان شقيقا للورينزو الداعم لبوتيتشيلي، وهو من الشخصيات التي لعبت دورا هاما في تلك الحقبة، وتعكس اللوحة سلوكه الأنيق والتأملي في الفلسفات الأفلاطونية الجديدة والإنسانية التي حددت ثقافة النخبة الفلورانسية آنذاك.
ورغم عدم وجود دليل قاطع على هذا التعريف، فقد رسم بوتيتشيلي بالفعل صورا لأفراد عائلة ميديتشي ودائرتهم، ولم ينف الخبراء أن يكون صاحب اللوحة أحد المقربين من أسرة "ميديتشي".
رسم بوتيتشيلي خطوطه بمهارة فائقة ورشاقة وصلت إلى حد أن الأشعة السينية والانعكاسات بالأشعة تحت الحمراء استطاعت إظهار بنية الدوائر والخطوط المحززة، وكشفت عن رسم سفلي يختلف في العديد من التفاصيل عن اللوحة النهائية.
لوحة ذات قيمة تاريخية عالية
يقول كريستوفر أبوستل نائب رئيس دار سوذبيز التي سيعقد بها المزاد في تصريحات إعلامية إن "هناك عددا من الفنانين هم أولمبيون حقا في عبقريتهم، وبوتيتشيلي هو أحد هؤلاء".
كما أضاف أبوستل "هناك عدد صغير من اللوحات (التي رسمها بوتيتشيلي) والتي نجت حتى يومنا هذا، لذا فإن لوحة تصويرية مثل هذه نادرة الحدوث حقًا، والحصول على عمل يمثل هذا النوع من الحالات ويمتلك التأثير البصري الذي يخبرنا الكثير عن عصر النهضة والكثير عن فلورانسا في تلك اللحظة، لهو حدث نادر للغاية".
وأشار أبوستل إلى أن اللوحة عُرضت آخر مرة في مزاد عام 1982، عندما استحوذ عليها شخص مجهول مقابل 810 آلاف جنيه إسترليني (ما يقرب من مليون دولار بسعر الصرف الحالي). ومنذ ذلك الحين، استعارت بعض المتاحف الفنية الرائدة في العالم اللوحة في لعرضها، بما في ذلك المتحف الوطني في لندن ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.