يلقى عالم ريادة الأعمال رواجًا كبيرًا هذه الأيام في جميع أنحاء العالم. أصبح هذا القطاع يحصل على دعم كبير، وتوجد العديد من الفرص التي تتوفر للراغبين في دخول المجال. في سبيل هذا الترويج، نجد العديد من الأساطير التي تنتشر عن ريادة الأعمال.
على الأغلب تكتشف هذه الأساطير عندما تبدأ، وتتمنى لو أنّك عرفتها مقدمًا لتقيّم الأمور بصورة أوضح قبل البدء. بالطبع وجود هذه الأساطير لا يعني عدم الدخول إلى المجال، لكنّ معرفتها سيساعدك في الاستعداد الجيد لما يمكنه مقابلتك.

1- رائد الأعمال يأخذ جميع المخاطر
يربط الجميع ما بين ريادة الأعمال والمخاطرة. ويصف الكثير رائد الأعمال بأنه شخص يأخذ المخاطرة لبدء مشروعه الخاص. بالطبع يسعى رائد الأعمال لاستغلال فرصة معينة في المجتمع، وهو ما يحتمل وجود قدر معين من المخاطرة، لكن في الوقت ذاته، فإنّ المخاطرة تحتاج إلى حسابها جيدًا، ودراسة جميع الآثار المتعلّقة بها.
يؤدي الاستهانة بهذا الأمر إلى خسارة كبيرة لرائد الأعمال. بالتالي قبل البدء في مشروعك، فكّر جيدًا بشأن المخاطرة، وكيف يمكنك إدارتها بالشكل المناسب.


2- رائد الأعمال يتحفّز بالمال فقط
في الحقيقة بدء مشروعك لا يعتبر بديلًا سريعًا لتحقيق الثراء، وذلك لأنّ الشركات عادةً تحتاج إلى فترة من الوقت حتى تبدأ في تحقيق الأرباح. بالتالي، إذا كان الحافز الخاص برائد الأعمال هو تحقيق الأموال فقط، فإنّ هذا سيؤثر على إمكانية استمراره.
بالطبع لا يختلف أحد على أهمية المال، واعتباره أحد أهم المحفّزات بالنسبة لك، فجميعنا نبحث عن المال. لكن من ناحية أخرى، فإنّ هناك دوافع أخرى مثل الرغبة في تحقيق نجاحات شخصية، وكذلك مساعدة المجتمع. وجود هذه الدوافع معًا يحفّز رائد الأعمال لمحاولة تحقيق النجاح، والصبر على أي تحديات.


3- يجب على الجميع أن يصبحوا روّاد أعمال
ما زالت جملة "إذا لم تمتلك حلمًا شخصيًا، فإنّك ستعيش في أحلام الآخرين"، من الجمل التي تستخدم للترويج لريادة الأعمال. تضع هذه الجمل ضغطًا على بعض الأفراد، وتجعلهم يفكرون في الدخول إلى ريادة الأعمال، بسبب شعورهم أنّ ما يفعلونه ليس كافيًا للحصول على التقدير من المجتمع.
في الحقيقة هذه واحدة من الأساطير التي يجب نفيها تمامًا، لأنّه ببساطة ليس ضروريًا للجميع أن يصبحوا روّاد أعمال، بل يعتمد الأمر على رغبة كل فرد، وما هي الأشياء التي تناسبه فعلًا. فالبعض يُفضل الوظيفة وهذا شيء مفهوم، لأنّها تمنحه استقرارًا في حياته.
من ناحية أخرى، إذا قرر الجميع بدء مشروعاتهم الخاصة، فمن سيعمل معهم في تنفيذها؟ بهذا الشكل لن يكون هناك أشخاص متاحون للعمل معهم. لذا، دخول عالم ريادة الأعمال يجب أن يُبنى فقط على وجود فكرة مع قدرتك على تحمّل التحديات في هذا المجال.

4- روّاد الأعمال لا ينسحبون
غالبًا لا يقبل روّاد الأعمال فكرة التعرّض للفشل في شركاتهم، بالتالي يحاولون العمل دائمًا، حتى مع وجود مؤشرات للفشل، لكنّهم ينتظرون للحظة الأخيرة. في الحقيقة هناك العديد من الشركات التي تفشل في نهاية الأمر، وبالتالي فلا يوجد داعٍ لاستمرارية هذه الأسطورة.

يحتاج روّاد الأعمال إلى التخطيط الجيد لتجنب الفشل. وفي حالة وجود مؤشرات توحي بحتمية النهاية، فالأفضل اللجوء إلى فلسفة الفشل السريع، والتوقف عن المتابعة في هذه الفكرة. لا يعني هذا بالتبعية مغادرة عالم ريادة الأعمال للأبد، بل يمكن البدء في أفكار أخرى والتعلّم من هذه التجربة.

5- رائد الأعمال هو مدير نفسه

يُفضل البعض بدء مشروعه الخاص، من منطلق أنّ رائد الأعمال هو مدير نفسه، ولن يعمل تحت قيادة آخرين. على الرغم من صدق هذه العبارة فيما يتعلّق بإدارة الشركة داخليًا، وأنّ رائد الأعمال سيكون لديه القدرة على تنفيذ أفكاره دون قيود أو تحكم من مديره المباشر أو سياسة الشركة.
لكن من ناحية أخرى، فإنّ رائد الأعمال لا يتخلّص كلّيًا من سيطرة الآخرين عليه، إذ هناك متطلبات وأشياء يفرضها عليك عملاؤك أو المستثمرون الذين يعملون معك. فأنت مطالب دائمًا بالاستجابة لاحتياجات العملاء، والاستماع إلى أي شكاوى تأتي منهم ومحاولة علاجها.
أمّا المستثمرون، فهم دائمًا يطلبون منك تقديم تقارير عن سير العمل، واجتماعات لمناقشة أوضاع الشركة، وتصورات الخطط المالية. بالتالي دخول ريادة الأعمال للتخلّص من التحكم ليس اختيارًا صائبًا، ولا يجب أن يكون هو الدافع.
الصواب هو البدء في ريادة الأعمال بوجود فكرة محددة، وقدرة على إدارة شركتك، والتعامل مع كل هذه العناصر بنجاح.

6- ريادة الأعمال هي طريق المتعة
التخلّص من مواعيد العمل الرسمية، والعمل في الوقت الذي تريده. الاستمتاع بإدارة شركتك. تبدو هذه مؤشرات محفزة للدخول إلى عالم ريادة الأعمال. لكن هذا ليس الواقع، لأنّ بدء شركة يعني العمل لساعات طويلة من اليوم، ويكون الحصول على إجازات هو حلم صعب في فترة التأسيس الأولى.
كما أنّ هناك العديد من التحديات التي تواجه رائد الأعمال، وتجعل هذه المتعة تتحول في بعض الأحيان إلى معاناة ورغبة في الانسحاب. إدراك هذا الأمر، وتهيئة النفس لهذه الاحتماليات، يجعل هناك تقبلا لما يمكن أن يحدث عند بدء العمل، ووضع خطة للتعامل معه بالصورة المناسبة.

7- رائد الأعمال يفعل كل شيء وحده

يظن البعض أنّ رائد الأعمال يجب أن يفعل كل شيء وحده، وأنّ هذا سببًا للنجاح. في الحقيقة، هذا الأمر ليس صحيحًا بالمرة، فرائد الأعمال يحتاج إلى فريق العمل ليمكنه المساعدة في تنفيذ الفكرة بالشكل المناسب.
من ناحية أخرى، فوجود فريق سيخلق قدرًا من التخصصية في تنفيذ المشروع، وسيساعد رائد الأعمال في توجيه تركيزه إلى المهام الأكثر أهمية بالنسبة للشركة، بدلًا من توزيع مجهوده في أكثر من مهمة. لا يقتصر الأمر على فريق العمل، لكن يمكن أن يمتد إلى وجود شركاء في الشركة.
معرفة هذه الأساطير قبل البدء، سيجعلك أكثر فهمًا للواقع الموجود، وسيزيد من قدرتك على توقع وتقبل الصدمات المحتملة. فبدلًا من دخول المجال بأفكار خاطئة، ستجهّز نفسك للبدء بمعلومات صحيحة عن ريادة الأعمال، تؤهلك للعمل بنجاح.