يتم الاحتفال باليوم العالمي للجذام (Leprosy) الأحد الأخير من يناير/كانون الثاني. وقد اختير اليوم من قبل الفرنسي راؤول فوليرو عام 1953 ليتزامن مع ذكرى وفاة المهاتما غاندي في 30 يناير/كانون الثاني 1948، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويهدف اليوم العالمي للجذام إلى زيادة الوعي بالمرض.
ووفقا لمنظمة الصحة فإن يتم كل يوم تشخيص ما يقرب من 600 حالة إضافية بمرض الجذام، ويبدأ المرضى بالجذام العلاج. ففي عام 2014 مثلا، تم تشخيص 213 ألفا و899 شخصا، وتشير التقديرات إلى أن ملايين آخرين لا يتم تشخيصهم.
الجذام مرض قديم، حيث ورد وصف له في كتابات الحضارات القديمة. وعلى مر التاريخ، كثر أن تعرض من ابتلوا بهذا المرض للنبذ بين مجتمعاتهم وأسرهم.
ومن المهم تشخيص المرض مبكرا، فالعلاج المبكر يحد من الضرر ويمنع الشخص من نشر المرض ويقلل من المضاعفات طويلة المدى.
ما هو؟
الجذام مرض مزمن يسببه نوع من البكتيريا يسمى المنفطرة الجذامية (Mycobacterium leprae) وهي بكتيريا عصوية الشكل مقاومة للأحماض. تتكاثر المنفطرة الجذامية بمعدلات بطيئة، وتبلغ فترة حضانة المرض 5 سنوات في المتوسط، وذلك وفقا لمنظمة الصحة.
ومن الممكن أن تظهر الأعراض في غضون عام، ولكن ظهورها قد يستغرق أيضا فترة تبلغ 20 عاما وربما أكثر من ذلك.
الجذام مرض مزمن يسببه نوع من البكتيريا يسمى المنفطرة الجذامية (شترستوك)
الأعراض
تشمل الأعراض وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة:
1- الآفات Lesions الجلدية التي تكون أفتح من لون بشرتك الطبيعي.
2- الآفات التي قللت من الإحساس باللمس أو الحرارة أو الألم.اعلان
3- الآفات التي لا تلتئم بعد عدة أسابيع إلى شهور.
4- ضعف العضلات.
5- خدر أو قلة الإحساس في اليدين والذراعين والقدمين والساقين.
ويؤثر المرض بصفة أساسية على:
1- الجلد.
2- الأعصاب المحيطية.
3- الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي.
4- العينين.
والجذام مرضٌ يمكن الشفاء منه باستخدام العلاج بالأدوية المتعددة.
كيف ينتقل؟
ينتقل الجذام على الأرجح من خلال الرذاذ، سواء من الأنف أو الفم، أثناء المخالطة المتكررة عن كثب للحالات التي لم تتلق علاجا.
وإذا لم يعالج الجذام، فقد يتسبب في حدوث أضرار مستديمة متفاقمة للجلد والأعصاب والأطراف والعينين.
وقد سجلت على مستوى العالم 211 ألفا و9 حالات حالة إصابة جديدة بالجذام عام 2017، وذلك طبقا للأرقام الرسمية المأخوذة من 159 بلدا في الأقاليم الستة التابعة لمنظمة الصحة.
واستنادا إلى عدد الحالات الذي بلغ 193 ألفا و118 حالة نهاية عام 2017، يبلغ معدل انتشار المرض 0.3/10000.
ما العلاج؟
ولئن قدم التدبير العلاجي للجذام بطرق مختلفة فيما مضى، فقد حدثت أول طفرة في علاجه في الأربعينات من القرن المنصرم بفضل ابتكار دواء دابسون (dapsone). وكانت فترة العلاج تمتد لعدة سنوات، طيلة العمر في الغالب، مما جعل الالتزام بالعلاج أمرا صعبا.
وقد بدأت المنفطرة الجذامية تكتسب مقاومة لعقار دابسون، وهو الدواء الوحيد المعروف المضاد للجذام آنذاك. ومطلع الستينيات، اكتشف عقاران، هما ريفامبيسين (rifampicin) وكلوفازيمين (clofazimine) وأضيفا في وقت لاحق إلى نظام العلاج، والذي أطلق عليه فيما بعد العلاج بالأدوية المتعددة.
وفي عام 1981، أوصت منظمة الصحة بالعلاج بالأدوية المتعددة. ويتكون نظام العلاج الموصى به حاليا بالأدوية المتعددة من 3 أدوية هي: دابسون وريفامبيسين وكلوفازيمين. وتبلغ مدة هذا العلاج 6 أشهر بالنسبة إلى الحالات قليلة العصيات، و12 شهرا للحالات متعددة العصيات، حيث يقضي العلاج بالأدوية المتعددة على المرض ويحقق الشفاء.
وقد تحقق القضاء على الجذام على الصعيد العالمي عام 2000 بوصفه من مشاكل الصحة العمومية (وهو ما يعرف بمعدل الانتشار المسجل بواقع أقل من حالة واحدة لكل 10 آلاف نسمة). وعولج ما يربو على 16 مليون مريض بالجذام باستخدام العلاج بالأدوية المتعددة على مدى 20 عاما الماضية.
المضاعفات المحتملة
1- حدوث تشوه.
2- ضعف العضلات.
3- تلف دائم في الأعصاب بالذراعين والساقين.
4- فقدان الإحساس.
5- قد يفقد الأشخاص المصابون بالجذام طويل الأمد استخدام أيديهم أو أقدامهم بسبب الإصابة المتكررة، لأنهم يفتقرون إلى الشعور في تلك المناطق.