وجد علماء الفلك 6 مجرات عالقة حول ثقب أسود فائق الكتلة (المرصد الأوروبي الجنوبي)



اكتشف علماء الفلك 6 مجرات عالقة حول ثقب أسود هائل يبلغ مليار ضعف كتلة شمسنا، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها مثل هذا التجمع الوثيق خلال المليار سنة الأولى من عمر الكون؛ أي بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم.
جاء ذلك في بحث نشر في 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في دورية "أسترونومي آند أستروفيزيكس" (Astronomy & Astrophysics).
ويساعد هذا الاكتشاف الجديد، الذي تم التوصل إليه بمساعدة التلسكوب الكبير جدا في "المرصد الأوروبي الجنوبي" (a href="https://www.eso.org/public/news/eso2016/"> European Southern Observatory (ESO))، على فهم أفضل لكيفية تشكل الثقوب السوداء الهائلة -يوجد أحدها في مركز مجرتنا درب التبانة- التي تنمو أحجامها بشكل هائل وسريع.
يقول ماركو مينولي، عالم فلك في "المعهد الوطني للفيزياء الفلكية" (National Institute for Astrophysics-INAF) في بولونيا بإيطاليا، والمؤلف الرئيسي للبحث الجديد في البيان الصحفي المنشور على موقع المرصد "كان هذا البحث مدفوعا بشكل أساسي بالرغبة في فهم بعض أكثر الأجسام الفلكية تحديا، وهي الثقوب السوداء الهائلة في بدايات الكون".


الشبكة الكونية

كشفت الملاحظات الجديدة الآتية من المرصد الأوروبي الجنوبي العديد من المجرات المحيطة بثقب أسود فائق الكتلة، وكلها تقع في "شبكة عنكبوتية" كونية من الغاز تمتد إلى أكثر من 300 ضعف حجم مجرة درب التبانة.
يوضح مينولي أن "خيوط الشبكة الكونية تشبه خيوط شبكة العنكبوت". و"تقف المجرات وتنمو حيث تتقاطع خيوطها، ويمكن أن تتدفق تيارات الغاز المتاحة لتغذية كل من المجرات والثقب الأسود المركزي الهائل، على طول الخيوط".
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=Rs8HIcsHpCQ]
يقول روبرتو غيلي، عالم فلك في المعهد والمؤلف المشارك في الدراسة، إن الضوء المنبعث من هذا الهيكل الكبير، الذي يشبه الشبكة بثقبه الأسود الذي تبلغ كتلته مليار كتلة شمسية، ينتقل إلينا منذ كان عمر الكون 0.9 مليار سنة فقط.
وقد سعى العلماء لتفسير كيف توفرت الكميات الكبيرة من "وقود الثقب الأسود" لتمكين هذه الأجسام من النمو إلى مثل هذه الأحجام الهائلة في مثل هذا الوقت القصير من عمر الكون.
ويقدم الهيكل الجديد المكتشف تفسيرا محتملا، حيث تحتوي "شبكة العنكبوت" والمجرات الموجودة بداخلها على ما يكفي من الغاز لتوفير الوقود، الذي يحتاجه الثقب الأسود المركزي ليصبح عملاقا فائق الكتلة وبشكل سريع.


كيف تشكلت الهياكل الضخمة؟

ويعتقد العلماء أن الهالات العملاقة من المادة المظلمة الغامضة هي المفتاح، وأن هذه المناطق الكبيرة من المادة غير المرئية جذبت كميات هائلة من الغاز في بدايات الكون، وبالتالي شكّل الغاز والمادة المظلمة غير المرئية معا هياكل شبيهة بالشبكة حيث يمكن أن تتطور المجرات والثقوب السوداء.
يقول كولين نورمان من "جامعة جونز هوبكنز" (Johns Hopkins University) في بالتيمور بالولايات المتحدة، المؤلف المشارك في الدراسة، "اكتشافنا يدعم فكرة أن الثقوب السوداء الأكثر بعدا وضخامة تتشكل وتنمو داخل هالات المادة المظلمة الهائلة في الهياكل واسعة النطاق، وأن غياب الاكتشافات المبكرة لمثل هذه الهياكل كان على الأرجح بسبب قيود الرصد".




الدائرة الحمراء تشير إلى موقع الشبكة العنكبوتية من المجرات والغاز المتجمعة حول ثقب أسود هائل (المرصد الأوروبي الجنوبي)


المجرات المكتشفة الآن هي من أضعف المجرات التي تستطيع التلسكوبات الحالية رصدها، وقد تطلب هذا الاكتشاف ملاحظات على مدار عدة ساعات باستخدام أكبر التلسكوبات البصرية المتاحة، بما في ذلك التلسكوب الكبير جدا في المرصد الأوروبي الجنوبي.
تقول باربرا بالمافيردي، باحثة المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في تورينو بإيطاليا، "نعتقد أننا رأينا للتو قمة جبل الجليد، وأن المجرات القليلة التي تم اكتشافها حتى الآن حول هذا الثقب الأسود الهائل ليست سوى المجرات الأكثر سطوعا".