من المتوقع أن تزداد وتيرة وشدة الأعاصير مع استمرار ارتفاع حرارة المحيطات (بيكساباي)

أشار فريق بحثي من المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية (National Institute for Environmental Studies, Japan) إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح الماء في غربي المحيط الهادئ قبالة السواحل اليابانية، لم يكن ليحدث لولا النشاط البشري الذي ترجع إليه التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا.


أضرار جسيمة

كان سطح المياه في تلك المنطقة قد سجل في أغسطس/آب الماضي رقما قياسيا جديدا، هو 30 درجة مئوية، واستمر على تلك الحال حتى منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وبحسب الدراسة الخاصة بهذا الفريق، والتي نشرت في دورية "جيوفيزكال ريسيرش ليترز" (Geophysical Research Letters) وأعلن عنها المعهد في بيان رسمي يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، فإن ذلك هو ما رفع من قوة الأعاصير المدارية، مثل إعصار "هايشنغ"، مما تسبب في أضرار جسيمة لدول شرق آسيا.
ومن المعروف أن أي إعصار يستقي طاقته من حرارة سطح المحيط الذي يجري فوق سطحه، وبالتالي فإنه كلما ارتفعت درجة حرارة سطح المحيط كان الإعصار أقوى وأكثر فتكا، لأنه سيدور بسرعة وقوة أكبر.




تستمر درجة حرارة سطح البحر في التصاعد خلال 100 سنة قادمة (المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية)


النشاط البشري والمستقبل الحذر

وللوصول إلى تلك النتائج، استخدم هذا الفريق 31 نموذجا رياضيا لدراسة العلاقة بين احترار سطح المحيط وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بسبب استخدام البشر الوقود الأحفوري، ثم مقارنة ذلك بتأثيرات أخرى طبيعية للبراكين والنشاط الشمسي، ثم تبيان حجم أثر النشاط البشري بعد هذه المقارنة.
من جانب آخر، فإن الدراسة عملت على مد الخطوط على استقامتها للتنبؤ بما يمكن أن يحدث وصولا إلى عام 2100، وجاءت النتائج لتقول إن ما يمثل طفرة أو رقما قياسيا الآن في درجات حرارة سطح المحيطات، سيغدو المتوسط الطبيعي بحلول منتصف القرن الحالي.
وكان تقرير بحثي من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، قد أوضح أن عدد الأعاصير الخطيرة -من المقياس 4 و5- قد ارتفع من معدل 10 أعاصير في السنة في سبعينيات القرن الفائت، ليصل في التسعينيات إلى 18 إعصارا في السنة، بسبب التغير المناخي.
ومن المتوقع -بحسب التقرير- أن يستمر عدد الأعاصير الخطيرة في التصاعد، مع ارتفاع قدرتها التدميرية، إلى جانب سرعتها وحجمها، مما قد يؤدي مع الوقت لنشوء أعاصير غاية في الخطورة لم تشهدها محيطاتنا من قبل.
يأتي ذلك في سياق إعلان أخير لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" (NASA)، يقول إن عام 2020 كان الأكثر حرارة في تاريخ القياس منذ حوالي قرن ونصف، بفارق طفيف عن عام 2016 الذي ظل طوال 5 أعوام ماضية صاحب هذا الرقم القياسي.