النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

روح في غيمة

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 180 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    تاريخ التسجيل: January-2021
    الدولة: العراق/بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,506 المواضيع: 1,801
    التقييم: 21515
    أكلتي المفضلة: الدولمة
    موبايلي: A11
    آخر نشاط: منذ 15 ساعات

    روح في غيمة


    روح في غيمة
    يناير31, 2021
    ( ثقافات )
    * ظبية خميس
    السحب بيضاء
    هادئة هذه الظهيرة.
    كانت مثقلة بالغيوم لأيام.
    الهدوء رقيق
    البحر على مرمى قدم
    المطاعم و المقاهي
    و الفنادق.
    و المستشفى.
    تنام على سريرها
    في غرفة المستشفى
    الأنابيب مربوطة بجسدها
    خرطوم التنفس و جهازه
    أنبوب الغذاء
    أنبوب الواء
    أنبوب التخلص من السوائل.
    ترقد تحت التخدير
    لإسبوعين و هي مخدرة
    و لا تزال.
    لا تفتح عينيها
    لا يسمح لها ببلع ريقها
    الأجهزة تراقبها
    و الأرقام تخبرنا عن حالها.
    كأنها سحابة
    بين الحياة و الموت.
    لا شيء ينبيء عن إنسانها
    كانت هناك دموع في الأسبوع الأول,
    و لم تعد.
    لعلها جفت هي,أيضا.
    نذهب و نعود
    نراقبها
    ننظر إليها
    نتفقد جسدها
    نسأل الممرضات و الأطباء.
    نذهب و نعود
    في الصباح و المساء.
    يمر ليسأل عنها بعض الأصدقاء
    و الأقباء.
    بعضهم تبتل عيونه بالدموع
    و البعض تأخذه الرجفة
    و البعض يجلس و يقرأ لها
    و يدعو الله
    و يراقب
    ثم يمضي.
    بيتها هناك,حزين.
    بحديقتها و ورودها التي زرعتها
    قبيل توقف أنفاسها.
    قبيل توقف القلب الذي أسعفوه.
    قططها في البيت تروح و تجيء
    تموء بحثا عن لمسة اليد الحانية.
    خادمتها تمضي في تنظيف البيت
    و إطعام القطط
    وإخراج طعام لقطط الحديقة,
    أيضا.
    سائقها يذهب و يجيء
    يؤدي عمله.
    زوجها يذهب و يجيء
    بقلق لا يتوقف.
    و أنا أرقبها
    و أرتب حياة كاملة مرت.
    أجلس في غرفتي في بيتها
    أمنح القطط بعض الحنان
    أقلب كتبي
    و الإنترنت.
    أشعر بثقل همي
    و حزني عليها.
    في المستشفى أنظر إلى وجهها
    و بقع الدم الداكنة
    في جسدها.
    أرقب أنفاسها,
    إأتفقدها.
    جسدها هنا, و هي ليست هنا.
    إأفكر في حياة أختي
    أعود بذاكرتي للطفولة
    لصباها
    لحيرتها و عذاباتها و أحلامها.
    طيبة.
    الكل يقول أنها طيبة.
    متى فقدت أختي الرغبة في حياتها
    و هي التي أضناها الذهاب
    إلى الأطباء,
    لعشرة أعوام كاملة.
    و القلب ذلك المنكسر
    و الذي حاولت علاجه
    لماذا يخذلها في الحلم و الحقيقة.
    تركت نفسها للمرض
    كأنها هجرت جسدها
    و هي فيه,
    هجرت أحلامها,
    هجرت نفسها.
    الدخان و الطعام و القطط
    ملاذها الذي لم تتخلى عنه.
    رغم تحذير الأطباء
    و عملية القلب
    و تعب الرئة
    و إنقطاع النفس
    أصرت على الدخان
    حتى و هي في فراش المرض.
    لم تكن سعيدة
    لم تكن تعيسة أيضا .
    الإكتئاب الذي يذهب
    و يعود.
    الحزن الذي يذهب
    و يعود.
    شعور الوحدة القاسي
    الذي رافقها,دائما.
    شيء ما لم يملأ تلك الوحدة
    لا الزواج
    و لا الأهل
    و لا الصديقات
    و لا الحديقة
    و لا القطط
    و لا المستشفيات.
    وحدة خاصة بها.
    جدار تعزل به ما بداخلها
    عميقا في بئر وحدتها.
    أشرب القهوة
    أجلس تحت السماء
    و الغيوم البضاء و الشمس
    في الهواء الطلق.
    أفكر بها
    في حياتها
    في مرضها
    في كل ذلك الفقد
    الذي لم تجد له بديلا
    حتى في ذاتها.
    أحبك أختي.
    * شاعرة من الإمارات

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    اٌلِـفّــًرُاٌشْة
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: آلِّعَّــرِآقٍّ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,852 المواضيع: 7,454
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 8021
    مزاجي: اٍّلَّحّْمُّدٌّ الَله
    أكلتي المفضلة: آلِّعَّصِّآئرِ
    موبايلي: ☎☎☎
    جميل حبي

  3. #3
    مراقبة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بٰـہٰٖغٰـہٰٖدآديٰـہٰٖة مشاهدة المشاركة
    جميل حبي
    نورتي حبيبتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال