((المتاهه))
((الجزء الأول ))
(( الحلقة الثالثة))
يوم جديد وإحباط كبير اعيشة وسط فوضى وأرباك نفسي ، وفقدان الثقة بالنفس وانا افكر لمراجعة الدائرة اليوم ، انا مضطر أن أخوض هذه التجربة البائسة ...
بدأت أسلح نفسي و احاول ان أتذكر بعض الممارسات والحركات التي تفيد في هكذا ظروف ....
اوووو ياللهي اعني انا الان في وسط الدائرة ، و لا أعرف أين اذهب ، التفت يمينا ويسارا علني أرى أحد من أصدقائي القدامى أو القانونيين الذين صادفتهم بحياتي الوظيفية أو سنوات الدراسة فيعطيني رأي استدل به طريقي ...
ما هذا لقد استجاب لي الرب، هذا صديق قديم كنت قد اوكلت له أحد القضايا قبل تقريبا عدة سنوات وهوه محامي قدير..
انا :- سلام عليكم استاذ اشونك اخبارك أن شاء الله بخير .
صديقي المحامي :- اهلا اشونك خويه اخبارك ، من زمان ما اشوفك ..
انا :- اي والله صح سافرت صار أكثر من ثلاث سنوات للدراسة..
صديقي المحامي :- ها خيرك اليوم اهنا .
انا:- والله استاذ اني مرتبك أو ما اعرف شسوي ، ومعاملتي عليه اشاره..
صديقي المحامي:- اهاااا، شو خلي اشوفه شنو إشارة.
انطيني المعاملة بله.
انا:- تفضل استاذ هاي.
صديقي المحامي:- عندي محاوله الك و أن شاء الله تنجح..
راح اسويلك كتاب وادزك ل(لدائرة رقم 2) اجيب كتاب منهم وتحاجج بي هاي الدائرة تثبت أن الإشارة مرفوعة.
انا :- رحم الله والديك استاذ ، أني جدا ممنون الك ،
(( يالله لقد استجبت لدعائي صباحا، وبعثت لي هذا الملاك لينقذني من الجحيم، شعرت أن ظهري الذي يتحدب عند دخول هذه الدائرة بداء يستعيد وضعه الطبيعي ، و جفاف الحلق عندما اتكلم بداء بالاختفاء... ))
صديقي المحامي :- تعال راح اسويلك كتاب تروح بي لدائرة 2 وتصدرة من الصادر وتجيب إجابة وتجي، ، سهلة لا تهتم.
انا :- اشكرك استاذ تعبتك وياي والله .
صديقي المحامي :- تفضل هذا الكتاب روح اخذه هسه .
انا :- اي هسه راح اروح رحم الله والديك.
(( طبعا صديقي المحامي كتب لي طلب وطبع الطلب ووقعه من المسؤول خلال ١٠ دقائق أو أقل، انا اعتبرتها معجزة في هذه الدائرة ))
بعد نصف ساعة تقريبا وصلت الدائرة رقم 2 ,
لا حول الله ما هذا المنظر العجيب، أصوات عالية وفوضى غريبة وإعداد غفيرة من الرجال الذين يرتدون الملابس الرسمية و الحقائب الجلدية وبكافة الالوان... ونساء محترمات أيضا تحمل الحقائب الرسمية ، وهنالك أكثر من خمسة شبابيك كل شباك علية أكثر من خمسين مراجع الكل يتدافع ويصارع من أجل الوصول إلى الشباك ..
لا أعرف ما هذه الشبابيك ولكن اضنها هي من تحل اكبر الأزمات..
وأتربة رهيبة في كل جدران هذه البناية الغريبة .
الان اصبحت في مشكلة اكبر من تلك المشكلة التي قبلها ، من يجيبني على كتاب صديقي المحامي .
وانا في وسط هذا الإعصار تلقيت أكثر من خمسة مرات ضربت كتف من مراجع أو من أصحاب البدلات الرسمية وبدون اعتذر ...
ولكني أصبحت لا أشعر بالضربات وكأني ملاكم قد خسر الجولة بسبب الظربات العنيفة التي تلقها من خصمة..
بعد سؤال أحد الموظفين في وسط حلبة الدائرة رقم 2 .
ارشدني إلى شباكي الخاص .
بعد تدافع أستمر أكثر من نصف ساعة وصلت إلى شباك تملئة الأتربة وبصمات اصابع زرقاء كثيرة جدا لا يصدق هذا المنظر ابدا ..
موظف على ميزة الرسمي الكثير من الأوراق والاضابير الممزقة و الأوراق البائدة و هنالك ثلاث أو أربع موظفين تحت امرتة كما شعرت عند النظر داخل الغرفة .
انا :- سلام عليكم استاذ هذا كتاب من دائرة رقم 1 اريدك تجاوب علية.
الموظف:- انت صاحب المعاملة .
انا :- ( خففت من نبرت صوتي و ابتسامة خفيفة ، حتى ابين له أهميته، وأرسل له رساله اني احتاج الى مساعدته ) اي والله استاذ اني صاحب المعاملة .
الموظف:- خويه هاك معاملتك اني مو المسؤول اني ، المسؤول اليوم عنده شغل، ما اكدر اجاوب، اني المسؤول الرديف. ( طبعا كثير من العبارات سمعته خلال متاهتي، لم أسمع بها في حياتي الوظيفية) .
انا :- و هسه شسوي استاذ .
الموظف :- إذا تريد تنتظر المسؤول يجي بالوحدة ، و خليه لباجر،
انا :- استاذ انطينيهه ، راح انتظر للوحدة.
رجعت إلى الوراء خائبا بعد صراع وتدافع، وانا اشعر بحزن رهيب لا يوصف ، لقد رأيت بأم عيني ولم ينقل لي شخص معاملات مصيرية تحدد مصير ناس وهي مرمية على الأرض وتداس بالاقدام. ورأيت أرشيف بتصوري أن هكذا أرشيف حتى في القرون الوسطى والعصر الحجري أفضل منه بكثير .
الساعة الحادية عشرة صباحا ، وباقي على وصول المسؤول أكثر من ساعتين .
سألت أحد المراجعين الذي يقف بجانبي وانا انتظر .
انا :- اكلك هاي الدائرة هم تجبي أموال حتى تمشي المعاملة .
المراجع :- تهي بهي ، هاي الدائرة يطبه بالشهر أكثر من ثلاث مليارات ..
انا :- (فتحت فمي بزاوية 140 ) لا صدك، وهذا حال الدائرة ، ما بيه حتى كرسي ، وهاي حيطانه وهذا سكفه، وهذا ارشيفة التي تحفظ بي حقوق الناس.
المراجع :- عمي خليه سكته.
المراجع غير راضي عن هذا الواقع ، والموظف غير راضي عن هكذا امر ، والمسؤول غير راضي ويسب ويتحدث في القنوات الفضائية عن الفساد ...
تظاهرات عنيفة بدأت تتاجج بداخلي بسبب هذا الوضع المزري، كرهت حتى نفسي شعرت اني أيضا مساهم في هذه الفوضى الغريبة العجيبة .
مضى ساعتين.
لم يأتي الموظف المسؤول .......
يتبع .........
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Suzana
