لطالما كان بيتر شوينماكرز، وهو يعيش في هولندا، مفتوناً بغموض الآثار المصرية، التي دفعته في كل مرة لزيارة البلاد مجدداً. من أبرز المعالم التي لفتت انتباه شوينماكرز كانت حديقة "كتشنر"، ليقرر رصدها بعدسة كاميرته، بسبب حديقتها النباتية، ومناظرها المذهلة.
وبحسب هيئة تنشيط السياحة المصرية، جاء اسم جزيرة "كتشنر" نسبةً إلى اللورد هوراسيو كتشنر الذي حولها إلى حديقة نباتية في الستينيات من القرن التاسع عشر، ما يجعلها بمثابة "جنة" هادئة مليئة بالأشجار، والزهور الجميلة، والنباتات الفريدة.
وتُعد الجزيرة ملاذاً للطيور التي يمكن رؤية آثار ريشها الجميل على أغصان معظم الأشجار، عند التنزه على أرصفتها خلال فترة بعد الظهر.
ولطالما كانت هذه الجزيرة واحدة من أهم المزارات السياحية في مدينة أسوان، وهي من أقدم الحدائق النباتية بالعالم، بحسب ما ذكره موقع الهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
وتقع حديقة النباتات بأسوان على جزيرة بأكملها، لتحتوي على العديد من الأشجار والنباتات النادرة.
وشهدت الجزيرة زيارة العديد من الشخصيات التاريخية، أبرزها أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها، جواهر لال نهرو، وأول رئيس ليوغوسلافيا، جوزيف تيتو، إضافة إلى ملكة بريطانيا، إليزابيث.
وفي حديث شوينماكرز مع موقع CNN بالعربية، قال: "أود أن أصفها على أنها مكان بارد جميل في مناخ أسوان الحار.. وهي مثالية إذا أردت المشي لمسافات قصيرة أو الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر المحيطة".
ويمكن الوصول إلى الجزيرة عن طريق الفلوكة، وهو قارب شراعي خشبي تقليدي، يجعل زيارتك تتمتع بالراحة والخصوصية بشكل أكبر.
نبذة تاريخية عن جزيرة النباتات
وأوضحت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر أن الجزيرة قد استوطنها النوبيون سابقاً، لتعرف باسم حديقة "النطرون". وفي وقت لاحق، استُخدمت من قبل الإنجليز في أواخر القرن الـ19 كقاعدة عسكرية، سميت بجزيرة الرادار.
لكن، قام الملك فؤاد الأول بتغيير اسمها، حتى أصبحت جزيرة الملك، إلى أن قامت الثورة المصرية في يوليو/ تموز 1952، حيث أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتسميتها أخيراً بـ"جزيرة النباتات".
وأقيمت جزيرة النباتات على مساحة 17 فداناً، أي 68,796.6 متر مربع، وقُسمت على هيئة 7 قطاعات من الحياة النباتية النادرة والمعمرة، والتى يتم تهيئة الظروف المناخية الملائمة لها بواسطة الصوبات البلاستيكية.
- أشجار الفاكهة الاستوائية
- النباتات الطبية والعطرية: مثل السواك، والقرنفل
- نباتات التوابل: مثل الشطة، والفلفل الأسمر
- نباتات الزينة: مثل الفل، والياسمين
- النباتات الزيتية: مثل نخيل الزيت، ونخيل جوز الهند، وأشجار الزيتون
- مجموعة النخيل: مثل نخيل جوز الهند، ونخيل البلح
ويُذكر، أنه تم إنشاء متحفاً للأحياء النباتية والمائية على الجزيرة، ما جعلها مقصداً لجميع المهتمين بدراسة الجيولوجيا والبيولوجيا القديمة، كما أنها تحتضن مركزاً بحثياً متخصصاً في هذا الشأن العلمي.
وقال شوينماكرز: "أريد إكمال ما أقوم به، جلبت لي مصر الكثير من البهجة في حياتي وأود مشاركة هذا الشعور.. هذا البلد يستحق المزيد من التقدير برأيي".