تاريخ الأمبراطور الرومانى " قسطنطين الاكبر "
يعتبر قسطنطين من أشهر أباطرة الرومان، ولم تقتصر شهرته على إنشاء مدينة القسطنطية، بل لأنه أوقف أضطهاد المسيحيين، ثم ما لبث ان أعتنق هو نفسه المسيحية، ولهذا يعتبره بعضهم من القديسين. مع ذلك فقد يكون من الخطأ أعتباره مسيحياً عظيماً، إذ كانت تمر به أوقات يبدو فيها قاسياً عديم الشفقة، و تروى قصص شنيعة عن معاملاته مع للأسرى، علاوة على أن زوجته و أبنه قد أعدما بناء على أوامره. وفضلاً عن ذلك كان قسطنطين يعيش فى أبهة و بذخ بالغين، وينفق اموالاً طائلة على القصور و ملذاته. لهذا فمن الغريب ان يكون رجل بهذه الصفات قد أدى للمسيحية خدمات أكثر مما أداه أى حاكم آخر.
ولد قسطنطين فى عام 274 للميلاد، وكان أبوه يشغل منصباً قيادياً كبيراً فى الجيش الرومانى. أما أمه " هيلانة " فكانت أبنة أحد أصحاب الفنادق، وكانت مسيحية عظيمة إلى حد أنها أعتبرت قديسة. وفى عام 293 نصب والده ( وكان أسمه قسطنطينوس ) أمبراطوراً.
وكانت الأمبراطورية الرومانية فى ذلك الوقت قد أتسعت رقعتها إلى حد أصبح معه من الصعب على رجل واحد أن يحكمها. وفى عام 293 أختبر لها أثنان من الأباطرة يحمل كل منهما لقب أغسطس، و أثنان آخران يحمل كل منهما لقب قيصر. وكان قسطنطينوس قيصراً يتولى حكم ولايتى بريطانيا و بلاد الغال. وبعد ذلك بأثنتى عشرة سنة حصل على مرتبة " أغسطس "، وفى العام التالى ( 306 ) قاد هو و أبنه قسطنطين جيشاً إلى بريطانيا لمعاقبة قبائل " البيكيت " و السكوتلنديين. وقد نجحت الحملة فى مهمتها، إلا أن قسطنطينوس توفى بعدها فى يورك، وفى الحال قام الجيش الرومانى بتنصيب قسطنطين الشاب أمبراطوراً بلقب أغسطس.
وبعد أشهر قليلة شهدت الأمبراطورية الرومانية الحالية من الفوضى، ففى عام 308 كان فيها ما لا يقل عن ستة من الأباطرة. عندئذ بدأ قسطنطين بأظهار عبقريته كجندى، فراح يتغلب على منافسيه الواحد بعد الآخر، إلا أن أنتصر عام 312 على منافسه الأخير " ميليفان بريدج " و أبح سيد روما و الولايات الغربية. أما الولايات الشرقية فكانت ما تزال تحت حكم أمبراطور آخر يدعى " ليكينوس ".
ودامت الفوضى على هذه الحال طيلة أحد عشرة عاما، إلى أن أنتر قسطنطين على ليكينوس عام 324 وقتله، و أبح حاكماً للأمبراطورية الرومانية كلها. وقد توفى بعد ذلك بثلاث عشرة سنة، أى فى عام 337.
عندما أصبح قسطنطين حاكماً على الأمبراطورية الرومانية بأسرها، قرر أن يشيد عاصمة جديدة له. وكان هناك سببان رئيسيان لهذا القرار، الأول هو أن إعجابه بنفسه كان كافياً لكى يرى مدينة عظيمة تقام تكريماً له و تحمل اسمه من بعده. و السبب الثانى، وهو الأهم، هو أن الخطر الأكبر الذى كان يهدد الأمبراطورية فى ذلك الوقت كان مصدره الشرق. لذلك فإن وجود عاصمة قريبة من الولايات الشرقية يجعله مركز أفضل لدرء هذا الخطر.
وقد بدأ العمل فى موقع قديم لمدينة بيزنطية. وقد شمل المشروع القصور، و المسارح ودور القضاء، و الملاعب، و الحمامات العامة، و الكنائس، وكلها أرتفعت على الشاطئ المطل على القرن الذهبى. وقد بذل فى سبيل بناء العاصمة الجديدة و تجميلها كل ما أمكن الحصول عليه من الكنوز و النفائس التى جمعت من أنحاء الامبراطورية. وقد تم العمل بعد ست سنوات فقط، و تم أفتتاحها فى حفل تكريس كان غاية فى العظمة و الجلال.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخہتلہفہ عہنهہم
