أَخفيتُ حُبَّكِ في السِّنينِ الأَولَةْ
وكتمتهُ حتَّى أصابنيَ الولَهْ
لو تَمْتَمتْ شفتاكِ في حاءٍ وبا
لأَتَيْتُ نحوكِ يا مليحةُ هرولَةْ
حرفانِ لو قِيلا بصوتٍ خافتٍ
لنمتْ بقلبيَ زهرتانِ وسنبلَةْ
ولحلَّ فصلُ الصيفِ قبلَ أوانِه
وأتى الربيعُ محمَّلًا بالأَخيلَةْ
الحبُ شيءٌ لا تراهُ عيونُنا
وعقولُنا تأْبى بأَنْ تتخيَّلَهْ
منْ أينَ يُقْبِلُ؟ لستُ أدري ربَّما
كالضَّوءِ يُقْبِلُ دونَ أَيَّةِ بوصلَةْ
لا تسألِ العشاقَ عنهُ فعاشقٌ
سيقولُ: شهدٌ رائعٌ ما أجملَهْ!
ويقولُ آخرُ يالهُ منْ علقمٍ
مُرٍّ لعمري لا ولنْ تتحمَّلَهْ
في الحبِّ يزدادُ التناقضُ تارةً
حلو المذاقِ وتارةً كالحنظلَةْ
يا أنتِ كيف لنا اللقاءُ وكلَّما
أدنو أرى أبوابَ وصلكِ مقفلَةْ
عامٌ ونصفُ العامِ مرَّ ولم تزلْ
أحلاميَ الصُّغرى هناكَ مُؤجَّلَةْ
قمرٌ سيطلعُ في المساءِ ونجمةٌ
ستطِلُّ هذا اليومَ كي تتأمَّلَهْ
حدِّقْ بعينكَ إنْ بدا بدرٌ وقلْ
سبحانَ منْ خلقَ الجمالَ وذَلَّلَـــهْ
يحيى عبدالعزيز