إن اختبار وظائف الرئة (PFT) المعروف أيضا باسم مخطط التنفس، يساعد على إظهار كيف تعمل رئتا المريض، كما يفيد في التنبؤ فيما إذا كانت بعض الأدوية قد تحسن عمل الرئة. لا يحتاج هذا الاختبار لمبيت المريض في المشفى، أي أنه إجراء خارجي. كما أنه غير مؤلم، ولكنه قد يكون متعباً بعض الشيء، خاصة إذا كان المريض يعاني من مشاكل في الرئة. سوف يطلب الطبيب من المريض أن يجلس ويتنفس من خلال أنبوب، في الوقت الذي يقوم فيه كومبيوتر بقياس كمية الهواء التي يحركها المريض في الشهيق وفي الزفير، وسرعة تيار الهواء الذي يدخل ويخرج من الرئتين في الشهيق والزفير. كما أن الطبيب قد يعطي المريض بعض الأدوية ثم يعيد الفحص ثانية لينظر فيما إذا كان لها أي تأثير على حالة رئتي المريض.
مقدمة

يحتاج كثير من الناس إلى إجراء اختبار وظيفة الرئة في فترة من فترات حياتهم. وقد يطلب الطبيب من مريضه إجراء هذا الاختبار.
إن اختبار وظيفة الرئة، أو مخطط التنفس، يساعد الأطباء في معرفة كيفية قيام رئتي المريض بوظائفهما. إذ يمكن أن يساعد اختبار وظيفة الرئة الطبيب أيضاً على معرفة مدى إمكانية تحسين وظيفة الرئة لدى المريض من خلال استخدام بعض المستحضرات الطبية.
تشريح الرئة



الرئتان عضوان مهمان جداً. وهما تساعداننا في استنشاق الأكسجين وطرح ثنائي أكسيد الكربون.

يُولد كل شخص برئتين: الرئة اليمنى والرئة اليسرى.

يُدعى سحْب الهواء إلى الداخل شهيقاً. ويدعى طرح الهواء إلى الخارج زفيراً.

نحن نستنشق الهواء من الأنف والفم، ثم يسير الهواء نحو الأسفل عبر أنبوب الهواء (الرغامى) فيصل إلى القًصًبات، أو الممرات الهوائية الرئوية.

تنقسم القَصَبات إلى ممرات هوائية أصغر تُدعى القُصَيبات، وهي تتفرع بدورها إلى "أكياس" صغيرة تُدعى الأسْناخ.

في الأسناخ، يتخلص الدم من ثنائي أكسيد الكربون ويأخذ الأكسجين من الهواء الذي نستنشقه. تُبَطِّن الأسناخَ أوعيةٌ دموية دقيقة جداً.

هناك غشاء رقيق جداً في الأسناخ يفصل الدم عن الهواء فصلاً تاماً. وبما أن الغشاء رقيق للغاية، فإنه يسمح للأوكسجين بالعبور إلى الدم، ويسمح لثنائي أكسيد الكربون بالخروج من الدم.

هناك أمراض كثيرة يُمكن أن تصيب الرئتين وتؤثر على وظائفهما. وعندما تصاب الرئتان بأمراض مثل الربو وانتفاخ الرئة، أو الداء الرئوي السَّاد المزمن، يصبح حدوث عمليتي الشهيق والزفير صعباً.


اختبار وظيفة الرئة

إن اختبار وظيفة الرئة يساعد الأطباء على تقييم الحالة الصحية للرئتين.

يجرى اختبار وظيفة الرئة في العيادات الخارجية، وهذا يعني أن بإمكان الإنسان أن يذهب إلى البيت بعد انتهاء الاختبار.

سوف يطلب الطبيب من المريض أن يجلس وأن يجري شهيقاً وزفيراً في أنبوب. وقد يضع الطبيب ملقطاً على أنف المريض لتفادي تسرب الهواء عبره. و لا يسبب هذا الملقط أي ألم.

ويقيس الحاسوب كمية الهواء التي يستنشقها المريض ويزفرها. كما يحسب أيضاً سرعة تيار الهواء الداخل إلى رئتيه والخارج منهما.

من المهم في بعض الأحيان أن يتناول المريض أدوية ومستحضرات طبية تساعد على انفتاح القَصَبات والقُصَيْبات. تُدعى هذه المستحضرات مُوَسِّعات القصبات. يُعاد إجراء اختبار وظيفة الرئة مرة ثانية بعد تناول المستحضر.

كما يمكن إعطاء مستحضرات طبية أخرى مُضَيِّقة للقصبات والقُصيبات قبل إعادة اختبار وظيفة الرئة.

تدعى المخططات البيانية المعدة بواساطة الحاسوب "عرى الجريان الحجمية". إذ يستطيع المريض أن يطلب من طبيبه أن يشرح له هذه المخططات إذا رغب في ذلك.

إن اختبار وظيفة الرئة غير مؤلم ولكنه قد يكون مُملاً بعض الشيء، وخاصة إذا كان المريض مُصاباً بمشاكل رئوية.

يُمكن تكرار هذا الاختبار عدة مرات خلال عدة أعوام لمراقبة قيام رئتي المريض بوظائفهما ولمعرفة مدى نجاح العلاج.


الخلاصة

تُعد اختبارات الوظيفة الرئوية مهمةً جداً في الكشف عن الحالة الصحية للرئتين.

إن اختبار وظيفة الرئة غير مؤلم، وهو يُمكن أن يساعد الطبيب في تحديد نوع المعالجة التي تلزم للمريض. كما يساعد اختبار وظيفة الرئة الأطباء في تقصي تطور الأمراض أو المعالجات.

بفضل اختبار وظيفة الرئة وتعاون المريض، قد يتمكن الطبيب من علاج الحالة الرئوية بصورة أفضل، مما يسمح للمريض بأن يستمر في التمتع بحياة صحية !

العربيه للمحتوى الصحي