د. مكي: مع التلقيح والالتزام بمعايير النظافة والتباعد الاجتماعي والكمامة، فسنحتاج إلى سنتين للسيطرة على الوباء
هل سيقضي لقاح فيروس كورونا "كوفيد-19" على الجائحة؟ وهل يمكن أن يأخذ الشخص أكثر من لقاح مختلف من شركات مختلفة؟ وهل هناك علاقة بين التطعيم ومناعة القطيع؟ الإجابات هنا.
وجهنا هذه الأسئلة وغيرها إلى الدكتور يحيى عبد المؤمن مكي، وهو اختصاصي و خبير في علم الفيروسات بالمستشفى الجامعي كلود برنار في فرنسا، وذلك في مقابلة خاصة للجزيرة نت.
هل سيقضي اللقاح على الجائحة؟
نعم، ولكن هذا لن يكون بلقاح واحد، بل بلقاحين أو 3، من اللقاحات التي ستنتشر في العالم، وبتلقيح كل دولة 70% من السكان حتى نقضي على الجائحة، وسنحتاج إلى سنة حتى تظهر النتائج ونتمكن من السيطرة على العدوى.
وهذه اللقاحات تعمل على جرعتين:
الجرعة الأولى: لتحفيز المناعة إذ تبدأ الخلايا المناعية بإنتاج الأجسام المضادة لفيروس كورونا.
الجرعة الثانية: تكون بعد 3-4 أسابيع وتعطي دفعة قوية لإنتاج الأجسام المضادة وتكوينها من الخلايا الليمفاوية "بي" (B)، وكذلك المناعة الخلوية عن طريق تحفيز الخلايا القاتلة (natural killers) والخلايا السامة (cytoxic cells) والخلايا المناعية الأخرى.
هل هناك علاقة بين التطعيم ومناعة القطيع؟ وهل يمكن الوصول إلى مناعة القطيع دون التطعيم؟
مناعة القطيع تقوم على ترك الفيروس يصيب الناس وينقلون العدوى إلى بعضهم بعضا حتى تتشكل مناعة لديهم. ونعم يمكننا أن نصل إلى مناعة القطيع دون التطعيم لبعض الفيروسات، ولدينا مناعة عبر مناعة القطيع لعدد من الفيروسات مثل فيروس الهربس، أما في حالة فيروس كورونا فهذا صعب، لأنه فيروس خطر ومميت، وحتى نصل إلى مناعة القطيع فيه سنحتاج إلى إصابة عشرات الملايين ووفاة الملايين، وهذه مقاربة خاطئة. ولذلك نحن بحاجة إلى التطعيم.
كم نسبة السكان في المجتمع الواجب تطعيمهم ضد كورونا للقضاء على الوباء؟
فوق 70% حتى نستطيع التحكم بالوباء وننقص الانتشار.
80 % نكون تحكمنا بالوباء وحمينا السكان.
90 % نكون قضينا على الجائحة والفيروس.
هل يمكن أن يأخذ الشخص أكثر من لقاح مختلف من شركات مختلفة؟
مثلا أن يتلقى لقاح فايزر-بيونتك، ثم لقاح مودرنا؟ هل هذا آمن؟
وهل يساعد على زيادة فعالية التلقيح؟
أم إن اللقاحات المختلفة قد تتداخل وتؤدي إلى مضاعفات كبيرة؟
هذا الأمر غير مجرب وبرأيي الشخصي مرفوض تماما، ونحن لا نوصي به، ونوصي بأن من يبدأ بلقاح من نوع معين عليه أن يتابع فيه، لأن كل لقاح فيه مواد تضاف لحفظ الحمض النووي المرسال في لقاحي مودرنا وفايزر، وهذه المكونات ربما توقع حساسية بين مادة وأخرى. ومع ذلك قد تطرح هذ الفكرة على المختبرات والخبراء لتجربتها، وبرأيي الشخصي هذا مرفوض تماما.
هل تغير اللقاحات الحمض النووي للبشر -كما يزعم معارضو اللقاحات- وتحولنا إلى بشر معدلين وراثيا؟
هذا خطأ وكلام غير صحيح، فاللقاح لا يؤدي إلى أي تغيير جيني، لأن الحمض النووي المرسال لا يدخل إلى نواة الخلية، ولا يلتصق بالحمض النووي للإنسان ولا يغير فيها. لذلك هذه المزاعم أكذوبة.
ماذا تقول للمتخوفين من التطعيم الذين يقولون إنهم لن يتلقوه؟
بفضل التلقيح حمينا البشرية من مرض الجدري، وحمينا الأطفال من مرض شلل الأطفال وتقريبا قضينا عليه، كما نحاول أن نقضي على الحصبة الألمانية والنكاف. ولقاح كورونا هو الوسيلة لحماية الناس وأرواحهم.
ولأول مرة في التاريخ نصل إلى لقاح لفيروس في أقل من سنة، وهذا بفضل العلم والعلماء والدعم المالي والدولي لأبحاثهم.
بعد إنتاج وتلقي اللقاحات، هل يمكننا العودة إلى أسلوب حياتنا السابق: مثلا التوقف عن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي؟
الجواب نعم، وذلك بعد أن نعطي اللقاح لـ70% إلى 80% من السكان. وذلك حتى نقضي عليه تماما، أو يتحول إلى فيروس مثل الفيروسات الموسمية كالإنفلونزا، ويصبح التلقيح ضد كورونا سنويا. وهو أمر نحدده بعد أن ندرس إلى متى تستمر الأجسام المضادة في الجسم ضد فيروس كورونا.
مع ذلك فإنه بالتلقيح والالتزام بمعايير النظافة والتباعد الاجتماعي والكمامة، فسنحتاج إلى سنتين للسيطرة على الوباء.