يُبيِّن بحثٌ جديدٌ أنَّ كُلَّ مُدمنٍ للمُخدِّرات الوريدية، ومُصاب بالتهاب الكبد سي, من المُحتمل أن يُصيبَ بالعدوى حوالي 20 شخصاً آخر؛ و أنَّ نصفَ حالات الانتقال أو السِّراية هذه تحدث في أوَّل عامين بعدَ العدوى الأوليَّة.
تُشير النتائجُ إلى أنَّ التشخيصَ المُبكِّر ومعالجة التهاب الكبد سي عندَ مُدمني المُخدِّرات، الذين يُسمَّون "الناشرين الخارقين"، قد تُؤمِّن الوقايةَ من العديد من حالات هذا المرض.
ينتشر فيروسُ التهاب الكبد عن طريق التعرُّض لدم المُصاب بالعدوى، أو الممارسة الجنسية مع شخصٍ مُصاب، أو من الأمِّ إلى طفلها في أثناء الوِلادة. يُمكن لالتهاب الكبد سي أن يُؤدِّي إلى تليُّف الكبِد أو سرطان الكبِد؛ ويحتاج بعضُ المرضى إلى عملية نقل أو زراعة الكبد، كما لا يُوجد لقاح لهذا المرض.
قال مُعدُّ الدراسة جكيكاس ماجيوركنيس، من قسم علم الحيوان في جامعة أوكسفورد في إنكلترا: "للمرَّة الأولى نُظهِرُ أنَّ الانتشارَ الزائد لالتهاب الكبد سي يُسبِّبه مُدمنو المُخدرات الوريدية، وفي مرحلة مُبكِّرة من العدوى به".
"باستخدام هذه المعلومات, نأمل أن نتمكَّنَ قريباً من امتلاك حجَّةٍ قويَّة لدعم التشخيص المُبكِّر والمُعالجة المُضادَّة للفيروسات عند مُدمني المُخدِّرات. إنَّ هدفَنا النهائيَّ هو رصد هؤلاء الأشخاص ومنع التهاب الكبد سي من الانتشار".
تُصيب عدوى التهاب الكبد سي حوالي 180 مليون شخص عبر العالم، ولكنَّ مُعظمَهم لا يعلمون أنَّهم يحملون الفيروس، وبذلك لا تُشخَّص العدوى لديهم لأكثر من 10 سنوات.
قال ماجيوركنيس: "إنَّ الجهودَ الرامية إلى معرفة الأشخاص الذين لديهم ميلٌ للإصابة بعدوى التهاب الكبد سي عن طريق الناشرين الخارقين للمرض, إضافةً إلى معرفة ما هي الفترة القريبة التي ستنتقل إليهم العدوى فيها؛ لطالما كان لغزاً لأكثر من 20 عاماً".
"نجح البحثُ الذي أجريناه في حلِّ هذه المسألة، وهو يفتح الطريقَ أمامَ التخطيط لدراسة تهدف إلى إظهار المداخلات المُتعلِّقة بالصحَّة العامَّة، والتي تستطيع أن تكونَ مُجدية حقَّاً؛ كما أنَّ هذه الطريقةَ يجب أن تكونَ مُفيدةً بالنسبة للباحثين الذين يدرسون فيروس العوز المناعي البشري المكتسَب – فيروس الإيدز".
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الخميس 31 كانون الثاني/يناير
العربيه للمحتوى الصحي