في غربة قرر أن يعيش بها ما تبقى من حياته، تاركا خلفه ماضي مليء بالأوجاع والأحزان بسبب الفتاة التي أحبها بجنون وضحى بكل شيء لأجلها، ولكنها طعنت قلبه الموهوم بحبها وتزوجت من شاب آخر.
كان يركب قطارا، كانت فتاة تبحث عن مقعد شاغر بالقطار، وإذا بها تجد مكانا مقابلا للشاب فجلست، لم ينتبه لها، ولكن بعد لحظات انتبه ونظر إليه نظرة على استحياء فوجد فيها البراءة.
كما أنها أيضا نظرت إليه على خلسة فوجدت فيه الحياء، تبادلا كل منهما النظرات ولكن على استحياء، رأت فيه الفتاة الشاب الذي تبحث عنه طوال حياتها حتى أنه بدا عليها القلق والتوتر والارتباك، نفس ما شعر به الشاب ولكنه كان بخلافها في حيرة من أمره، اتفق عليه قلبه وعقله، قلبه يخبره بأنها الفتاة المنتظرة عوض الله له، ولكن عقله دائما يذكره بفعلة حبيبته السابقة وبمدى الوجع الذي سببته له.
قرر في النهاية الشاب الرحيل بكل حسرة وندم، كان مترددا في قراره، ولكن ما إن اقترب القطار من الوقوف بالمحطة التالية وقف الشاب على عجالة من أمره تأهبا للنزول، رأت الفتاة فيه التردد فاقتربت منه، معاهدة نفسها ألا تضيعه من بين يديها، جعلت يدها تلامس يده، شعر بكل ما تود أن تخبره به الفتاة، توقف للحظات ولكنه عاد لتردده من جديد، ليسمع صوتا عذبا ما أروعه يقول له: “اطمئن لن أفرط في قلب ألماس مثل قلبك، ولن أخذلك يوما كما أثق تماما أنك لن تخذل قلبي الذي اختارك من بين ملايين الرجال، ولم يرى رجلا غيرك”.