رآها وبمجرد أن رآها أحبها بجنون، لقد كانت جارته وبنفس الوقت قريبته، تقدم بطلب يدها للزواج على الفور من والدها، كان مدرس تاريخ في بداية مشوار حياته، رفضه والدها ابتغاء رفاهية الحياة لابنته الوحيدة، لم ييأس الشاب وتقدم إليها مرة تلو الأخرى ولكن والدها زوجها لرجل غيره.
لم يكف عن حبها، فقد كان دائم الدعاء بها في كل صلاة، ودائما كان يقرأ القرآن وتدمع عيناه ويسأل ربه قائلا: “لي دعوة عندك يا ربي”، وكعادة الحياة لا تتوقف على رحيل أحد، تزوج الشاب من امرأة أخرى وأنجب ابنتين، وهي أيضا أنجبت ابن وابنة.
كان دائم الدعاء بها، دائما كان يقول عنها بينه وبين ربي: “يا ربي إنك تعلم كم يحبها قلبي”، لطالما أحبها ولكنه كان يتقي خالقه في الخفاء والعلن، وتمر الأيام وتتوالى السنوات ويتوفى زوجها وزوجته بنفس العام، وبيوم تجمع بينهما صدفة القدر، كان كلاهما في زيارة عائلية، وما إن يرى أحدهما الآخر فيسألها: “كيف حالكِ؟”.
ويعرفان من بعضهما البعض أن زوج كل منهما قد توفاه الله، أما عن أبنائهم فقد تزوجوا أيضا، فيتزوج بها، وبعد طول السنين يحقق الله سبحانه وتعالى رغبته في الزواج بمن أحب قلبه، ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يعيشا مع بعضهما البعض خمسة سنوات من أجمل أيام العمر، ومن بعدها يتوفاه الله وتعيش زوجته وحبيبته ما شاء الله من عمرها على ذكراه الجميلة.