كان يحب زوجته بجنون وكانت هي تحبه وتعشقة ، عاشا في سعاده كبيرة ، فلقد كان يحبان بعضهم من سنين طويلة قبل الزواج ، و لكن لم يرزقهم الله بطفل ، فكان يشعران بالالم فهكذا الدنيا لا تعطي المرء كل ما يريد ، ذهبا كثيرا الى اطباء ولكن بلا جدوى من العلاج وكانت الزوجه عاقرا ، لا تنجب ولن تنجب ابدا ، رضيا بقضاء الله وقدرة وحكمته عاشا سنوات طويله مع بعضهما ولم يشتكي الزوج رغم حنينه للاطفال وشوقه الشديد ليصبح أب ، ولم يحاول ان يحرجها او يقول لها شيء لانه كان يحبها بجنون ، ولكنه كان يريد ايضا طفلا يرثه ويعوضه وكانت هي تحبه و تحاول ارضاء بكل الطرق وتحاول اسعاده ولكنه بدء يشعر بالملل .
ذهب في ذلك اليوم الى امي وهو حزيون سالته الام ماذا بك يا ولدي فاخبرها بانه طبيب اخبره بان زوجته لا تنجب من جديد ظهرت الام وغضبت قائلة :
- ماذا تقول يا ولدي ألن تستطع زوجتك الإنجاب ؟؟
- نعم يا أمي لقد اخبرني الطبيب بذلك اليوم ؟؟
- وماذا ستفعل ؟؟ طلقها يا فريد وتزوج بأخرى فهي كالأرض البور لا أمل فيها ولا رجاء.
- ولكني أحبها يا أمي.
- ماذا تقول فهل تحب عاقر لا أمل فيها ولا فائدة منها ؟ راجع نفسك فلا يغني الجوع ولا يسمن من جوع ،فلن تحصل من الحب على ولد يحمل اسمك يا ولدي .
- اخذ فريد يفكر في كلام أمه كثيرا فالحب لن ينجب له ولدا حقا ، وهل سيعيش عمره كله بدون طفل يحمل اسمه وهنا فكر في الزواج بأخرى ولا يطلقها ولكن مصاريف الحياة ومرتبه لن يسمح له بفتح بيتين ، وهنا اتخذ قراره فطلقها ، فلن يربط نفسه وحياته مع عاقر لن تلد وليس منها فائدة ، وتزوج فريد من أخرى جميلة وصغيرة بالسن ، ومرت الشهور والسنوات ولم تنجب الزوجة هي الاخرى ، وصممت الزوجة الجديدة على أن تذهب هي وزوجها للطبيب وتقوم بإجراء الفحوصات الكاملة لتعرق السبب فهي تريد ان تكون ام ولم يتردد الزوج فهو يعرف نفسه جيدا وهو سليم وقام بالفحوصات من قبل فلا مانع عنده من الإنجاب ربما كانت الزوجة الجديدة .
هي الأخرى وهناك في عيادة الطبيب ، نظر له الطبيب بحزن شديد واخبره الطبيب بعدم قدرته على الإنجاب فزوجته سليمة ولكنه هو العقيم ولا أمل له في العلاج واخبره الطبيب بان زوجته الأولى طلبت منه إبقاء الأمر سرا بينهم حتى لا تشعره بالنقص أمامها والإحراج ولم تكن عاقرا بل ضحت بسعادتها من اجله هو وفضلت ان تكون عاقر وليست ام قس سبيل ان تعيش معه ولا تحرجه ابدا ولا تجعله يشعر بالنقص .
وهنا ثارت الزوجة الثانية على زوجها طالبة الطلاق فلن تربط حياتها مع زوج عقيم لن يحقق لها السعادة ولن ولن يجعلها ام ، فهو زوج عاقر لا أمل فيه ولن ينجب طفلا ، وبعد أن طلقها فريد ذهب إلى زوجته الأولى محاولا ردها إلى عصمته والاعتذار منها لتعيش معه كزوج عاقر لن ينجب ولا أمل له في الشفاء ولكنه فوجئ أنها قد تزوجت ورزقها الله بثلاث توائم فلم تكن الزوجة عاقرا بل كانت طبيعية وعوضها الله على صبرها ولم يخزيها لانها صبرت وتحملت ولكن الزوج كافأه الله على فعلته فلقد خسر زوجته التي احبته لدرجة التضحية بسعادتها من اجله وعرف حقيقته وبأنه لن يكون اب وهو العاقر ..
أنا لست نادمة على أي تضحية ..
من أجلك أو على أيام ماضية ..
أو ذكريات تائهة تفر من أمامي هاربة..
فأنا لست بنادمة على حياة ماضية …