أحببته حتى الجنون هكذا تبدأ كل قصص الحب الرومانسية ، لم اوافق أن أكون زوجة ثانية إلا لحبي الشديد له وعشقى ، لا تلوموني رجاء فأنا لم أفعل شيء يغضب الله ، وهو لم يرتكب فاحشة ، لقد تزوجنا على كتاب الله وسنة رسوله ، ألم يحلل الشرع التعداد في الزواج ، لا تقولون بأنه بشروط رجاء وأنني خائنة ، أنا لم أخن أحد ولم أفعل شيء حرام ، لقد تزوجت بمن دق له قلبي وهواه ، وما ذنبي بأننا تقابلنا في وقت متأخر أخبروني ، وما ذنبي بأنه الإنسان الوحيد الذي أحببته دون رجال العالم .
لا أنا لست قبيحة ولست كبيرة بالسن ولم يفتنى قطار الزواج ، بل مازلت شابة وجميلة جدا ولكن لم يحب القلب ولم يتعلق الفؤاد سوى به وحده فقط ، إن جرب جرب أحد منكم العشق والهوى سيعرف عما أتحدث ، فنحن لا نختار بعقولنا وما يناسبنا ولكن القلب يهوى ما يدق له ويتحرك ، ولم يتحرك قلبي سوى له هو وحده .
بدأت قصتي منذ خمس سنوات ، نعم أنا زوجته الثانية منذ زمن اكثر من ثلاث سنوات دون أن تعرف الأولى شيئا ، تقابلنا في احدى المحافظات وكنت في مأمورية عمل وتكليف خارجي من الشركة ، عندما قابلته شعرت بأنني وجدت نفسي معه روحي التي فقدتها ، كنت وقتها عندي ابلغ من العمر ستة وعشرون عاما اهتم بمظهري جدا ، تعرفنا وتحدثنا وخلال فترة تواجدى بالشركة معه لم يفارقني لحظة واحدة ، كان هو وقتها في الثلاثون من عمره كان وسيم جدا ، ويمتلك روح الدعابة ، رجعت الى محافظتي وتركته وشعرت وكانني تركت قطعة من قلبي هناك .
بعدها كنا نتحدث كثيرا على الواتس والماسنجر والفون ، كل حياته بتفصيلها كنت اعرفها حتى علاقته مع زوجته ، وهو أيضا كل تفاصيل حياتي كان يعرفها عني الصغيرة والكبيرة ، كان احيانا يأتي لي ويسافر حتى نتقابل ، في الحقيقية اصبحت لا أستطيع الأستغناء عنه ، وكأنني وجدت نصفي الأخر بالحياة وحبيب الروح والقلب ، لم يعترف لي بشيء لشهور كنا نتعامل كأصدقاء ، حاولت الابتعاد عنه كثيرا وحاول هو ولكنني لم استطع فحبي وقلبي يرجعني له من جديد ، حتى اعرف تقدم لي عريس كان مهندس كومبيوتر وزميل لي بالشركة وكان مناسب جدا ، وعنده شقة وسيارة ومستوى اجتماعي مرموق اخبر والدى ، ووافق والدى وتحدثت معي أمي في الأمر.
ورفضت بشدة ولكن أمى أصرت معرفة سبب الرفض ، فلم استطع اخبارها وقتها انقطعت معه ولم اعد ارد عليه وعلى تليفوناته وغيرت ارقامي ، كنت أعرف بأنه حب مستحيل فهو متزوج وأنا لن استطيع الرفض تلك المرة ، كما انه لم يخبرني بشيء ، بعد اسبوع وجدته عندى بالشركة ويريد التحدث معي ، قابلته وتحدثنا اخبره بما حدث والعريس ، اخبرني بانه يحبني ولا يستطيع العيش بدوني ولا اكمال الحياة بدوني ولكنه لا يستطع ترك زوجته وطفليه ، وطلب ان يتزوجني زوجة ثانية وسيحضر لي شقة في المحافظة عند اهلى وسوف ياتي لزياري ثلاث ايام بالاسبوع ، وقال لي بان اعتبره مسافر ويعمل في مكان اخر ولا استطيع العيش معه الا في تلك الايام ، واشترط الا تعرف زوجته ولكن اخبرني ان اخبر اهلي وكل من اريد ، ولكنه من اجل اطفاله .
وقتها اخذت افكر كثيرا ، وانقطعت عنه وعن التواصل معه شهران كنت لا استطيع قبول عرضه ، وخطبت لزميلي بالشركة ولكن لم استطع التخلي عن حبي الوحيد ، ففسخت الخطبه وعدت له واخبرته بأنني موافقة ، وتزوجنا وعشت اجمل سنوات عمري معه وانجبت طفلة جميلة جدا ، هو يحبني أعرف وأنا أعشقة ، وليس هناك ما ينغص حياتي سوى الشعور بالذنب من عدم معرفة زوجته الأولى ، فأنا لا أحب أن اكون مكانها في الحقيقة مغفلة ، أخبرته أن يخبرها لأستريح ولكنه يرفض ، ويقول لا أستطيع ، واليوم أنا حائرة ما بين ضميري وقلبي ، لا أريد خسارته ولكن لا أريد أن أبقى هكذا زوجة ثانية في السر للأبد ، في محافظة أخرى لا يعرف أهله عن الأمر ، فهل أخبرها وليحدث ما يحدث ، ولكن ربما خسرت زوجي الذي أعشقة ولا أحب سواه بالكون فهو الأمان لي والحياة ولا أود خسارته للأبد .