بِلسانً عربيِّ مبين..!!
السائل (محمد نجيب): السلام عليكم ورحمة الله .
ما هو اللسان العربي المبين في قوله تعالى " بلسان عربي مبين "
وهل معنى هذا أن الواجب على من يتحدث بالعربية الفصحي أن يشابه اللسان المبين في القرآن الكريم ....... بمعنى أن يمد المتصل والمنفصل كما في مدود القرآن ويدغم ويخفي ويقلب .... الخ
وفقكم الله .
الفتوى 163: اللسان: هو اللغة، ومعنى ((لسان العرب)) لغة العرب سمّي بذلك لأنه آلة الكلام، وعلى هذا فمعنى {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:195] بكلام عربي، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم:4] أي: بلغة قومه، ليبين لهم ما أمره الله أن يدلَّهم عليه، وما يأمرهم به وينهاهم عنه، فإذا خاطبهم بلغتهم فهموا عنه، ولم يحتاجوا إلى ترجمة، وهو أقرب إلى أن يمتثلوا، وكان كل نبيٍّ يبعث إلى قومه خاصة، وبُعث محمد ‘ إلى الناس كافة، ونزل القرآن بلسان قومه الذين بعث فيهم، وجعل معجزته القرآن، الذي نزل بلسان عربي مبين، وهو السرّ في خلودِ العربية، وعظمتها، وذيوعها، وأما قولك: هل معنى هذا أنه يجب على المتكلم أن يتحدث بالفصحى في كلامه، يمدُّ المتصل، ويخفي ويدغم..الخ، فالجواب عنه: لا يجب ذلك، ولا هو من لوازم النطق العربي، لأن تلاوة القرآن مجوّداً بمراعاة المدّ والإدغام والإخفاء على نحو معيَّن أمر زائد على ما كان مألوفاً لدى العرب، في خطبهم وأشعارهم، فلم يكونوا يلتزمون بذلك في تخاطبهم ولا في خطبهم وإنشادهم، بل هو أمر تكليفيّ أمر الله به رسوله والمؤمنين أن يرتلوا القرآن ترتيلاً، وأن يقرءوه على مُكْث، ومن لوازم الترتيل إخراجُ كلِّ حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه وما يستحقّه من المد والتفخيم والترقيق وسائر الصفات، هذا هو المراد بما سألت عنه، والسلام عليكم ورحمة الله.