أثارت وفاة الإعلامي المذيع التلفزيوني والإذاعي الأمريكي الشهيرلاري كينغ عن عمر 87 عاماً بفيروس كورونا مشاعر الحزن في الأوساط العالمية الغربية والعربية لتفرده بكثير من الإنجازات والمقابلات الإستثنائية التي أجراها ببساطة وجرأة مثيرة للإعجاب مع الغالبية العظمى من قادة وملوك ورؤساء ونجوم الرياضة والفن والسياسة في العالم،وبلغ عدد هذه المقابلات الرائعة رقماً قياسياً وصل إلى حوالي 50 ألف مقابلة تلفزيونية.
وبدأ الإعلامي الراحل لاري كينغ حياته المهنية مبكراً عام 1953 بعمر ال22 عاماً في مكتب بريد بمانهاتن،ثم بعامه ال23 عمل بمهنة تركيب أسطوانات في إحدى إذاعات ميامي بدون خبرة أو شهادة جامعية لكنه كان طموحاً وموهوباً فتدرج شيئاً فشيئاً حتى حقق حلمه الذهبي،ولمعت موهبته كمقدم برامج ومحاور بارع حتى أطلق عليه لقب الملك.
وبحسب وكالة "رويترز" ،أعلنت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أمس السبت أن الإعلامي الأمريكي الشهير لاري كينغ، الذي استضاف آلافاً من الزعماء والسياسيين والفنانين في سي.إن.إن وغيرها من القنوات التلفزيونية عبر مسيرة استمرت أكثر من ستة عقود، توفي عن 87 عاماً.

لم يقتله سرطان الرئة لكنه مات بفيروس كورونا
وذكرت عدة تقارير إعلامية أن لاري كينغ كان يخضع للعلاج في مستشفى بمدينة لوس أنجلوس بعد إصابته بفيروس كورونا. وعانى كينغ من مشاكل صحية عديدة في السابق منها الإصابة بأزمة قلبية مما دفعه لتأسيس مؤسسة لاري كينغ للقلب في عام 1987. وخضع أيضاً لجراحة في عام 2007 لعلاج انسداد في شريان، كما أصيب بسرطان البروستاتا في 2010، وقال في 2017 إنه أصيب أيضاً بسرطان الرئة،وعانى أيضاً من السكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني.
وقالت شركة الإنتاج التلفزيوني "أورا ميديا" التي أسسها كينغ في تغريدة على تويتر إنه توفي في مركز سيدارز سايناي الطبي في لوس أنجلوس.
وشاهد الملايين كينغ وهو يحاور زعماء دول وممثلين ومشاهير آخرين في برنامجه الشهير "لاري كينغ لايف" على سي.إن.إن الذي استمر بين عامي 1985 و2010 .

موهبة فريدة استمرت بعطائها 63 عاماً من دون توقف
وقالت أورا ميديا "على مدار 63 عاماً وعبر منصات الراديو والتلفزيون والإعلام الرقمي، تقف آلاف المقابلات والجوائز والإشادة العالمية شاهدة على موهبة كينغ الفريدة الخالدة".
وبظهوره المميز على الشاشة وهو يتكئ على مكتبه، جعل كينغ برنامجه أحد أكثر فقرات القناة مشاهدة بمزيج من المقابلات والحوارات السياسية والاتصالات الهاتفية مع المشاهدين.
إنتقادات
وفي أوج شهرته، واجه كينغ انتقادات بعدم الإعداد الكافي للمقابلات وبأنه يطرح أسئلة سهلة، ورد المذيع الراحل بالإقرار بأنه لم يكن يعتاد على الإعداد المستفيض حتى يتسنى له التعلم من الحوار مثل مشاهديه. وأضاف أنه لم يكن يرغب في أن ينظر له باعتباره صحافياً.
وقال "أنا أوجه أفضل ما لدي من أسئلة، وأستمع إلى الإجابات، وأحاول أن أتابع آملاً أن يستخلص المشاهد النتيجة ".

أب لخمسة أبناء
وتزوج كينغ ثماني مرات من ثماني نساء مختلفات، آخرها من المغنية شون ساوثويك التي تصغره بستة وعشرين عاماً التي تزوجها أثناء دخوله المستشفى لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1997 وانفصل عنها نهائياً عام 2019 ،وأثمر زواجهما عن ابنيهما: تشانس وكانون،وبذلك له خمسة أبناء توفي منهم اثنان هما "آندي وتشايا" في أغسطس – آب 2020 بسبب أمراض مختلفة خلال أسبوع واحد ،مما أدمى قلب والدهما كينغ للغاية.
كيف أصيب بكورونا؟
الملايين يتساءلون: كيف أصيب لاري كينغ بفيروس كورونا؟،بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية،قال مصدر لشبكة "إن بي سي" الإخبارية،يعتقد أن لاري كينغ أصيب بعدوى فيروس كورونا من أحد الممرضين العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء زيارته لمنزله،وقال المصدر،إن أحد أبناء لاري كينغ ثبتت إصابته أيضاً بفيروس كورونا،ولم يتم كشف إسم الإبن المصاب.
عام 2020 ليس جيداً للاري كينغ
كان عام 2020 عاماً صعباً وحزيناً في حياة لاري كينغ حيث فقد فيه إبنيه آندي "65 عاماً،وتشايا "51 عاماً" اللذين توفيا بسبب نوبة قلبية وسرطان الرئة في غضون أسبوع واحد في آب-أغسطس 2020 الماضي.
ولم يكمل أسبوعه الأول من عامه الجديد 2021 حتى اكتشف إصابته بفيروس كورونا،ونقل يوم 4 يناير إلى أحد مستشفيات لوس أنجلوس لتقديم الرعاية الطبية الحثيثة له وتوفي هناك صباح السبت 23 يناير 2021 الجاري