كنتُ أحسبُ أنّ كلمةَ "تَوْأم" يوصَفُ بها الولَدان أو البنتان بهيئة الإفراد من غير زيادَة ألف ونون أو ياء ونون مثل الشّفع والزّوج؛
ما دامَ اللفظُ يدلُّ بالوَضع على مَوْلودَيْن متماثلَيْن سناً وشكلاً وهيئةً من رحم واحد... حتّى وجدتُ أبا محمَّد بنَ القاسمِ الحريريَّ
البَصريَّ في مَقاماته يَقولُ عن كتابه: «ولمْ أُودِعْهُ منَ الأشْعارِ الأجْنبيّةِ إلا بيْتَينِ فذّينِ أسّسْتُ علَيْهِما بُنْيَةَ المَقامَة الحُلْوانيّةِ.
وآخَرَينِ توأمَينِ ضمّنْتُهُما خَواتِمَ المَقامَةِ الكرَجيّةِ...»، فظننتُ أنّه خَرَجَ عن القياس وهو المتوفَّى في القرن السّادس [ت.516هـ]
وأنّ المُتقدّمينَ لم يَكونوا ليخرقوا القياسَ، حتّى وجدتُ ابنَ سيدَه المرسيّ الأندلسيّ يقولُ: « ويقالُ تَوْأم للذكَر وتَوْأَمة للأُنثى
فإذا جمَعوهما قالوا هما تَوْأَمان وهما تَوْأَمٌ ... والوَلَدان تَوْأَمان... وهذا تَوْأَم هذا، على فَوْعَل، وهذه تَوْأَمةُ هذه والجمع توَائِم
مثل قَشْعَم قَشاعِم ...
فهذه فائدةٌ أثارَتها مقاماتُ الحريريّ