من أجمل قصص الحب التي حدثت بالحرم الجامعي بالعراق؛ كان هناك شاب مجتهد في دراسته للغاية لدرجة أنه لا يلقي بالا لشيء سوى دراسته إلى أن جاء اليوم الذي وقعت فيه عيناه على فتاة جميلة، فقد كانت آية في كلا الجمالين جمال الجسد وجمال الروح، كانت الفتاة مولعة بحب الشاب ودائما على استعداد كامل لمصارحته بحبها الكامن بكل دقة من دقات قلبها غير أنها تخاف من ملامة غيرها في كونها فتاة.
كانت دائما تتأهب لأقل المواقف حتى تتواجد على مقربة منه، ولكنه كان دائما شديد الخجل منها دونا عن غيرها، فأول ما يراها بعينه ترجف جميع أجزاء جسده ولا يجد سبيلا إلا الاختفاء من أمامها حتى لا ينكشف أمره أمام أحد، وبالفعل فقد انكشف أمره أمام صديقي عمره، واللذان حاولاه جاهدين على اجتيازه لمخاوفه تجاه الفتاة التي أحب؛ فعمدا إلى ترتيب مواعيد مفتعلة ليجمعا كلا منهما بالآخر، ولكنها كانت جميعا دون جدوى فبخجله ينقلب الأمر المرتب له رأسا على عقب.
فكر صديقه في خطة محكمة، بالصدفة وفي إحدى المحاضرات كانت الفتاة تجلس بجوار الشاب الأكثر وسامة على الإطلاق، فقام بالتقاط صورة خلسة لهما، وجعل صديقه الولهان يراها، فدبت نيران الغيرة في عروقه وبالفعل انجرف وراء مشاعره المتقدة وذهب إليها مهرولا حتى يعترف لها بمقدار الحب الذي يكنه لها بقلبه المسكين الذي لم يهنأ بالعيش منذ أن عشقها بجنون، ولكنه كالعادة تسمر بمكانه، هنا ابتسمت الفتاة ابتسامة خفيفة، خجل الشاب وسارع في السير مبتعدا عنها، أمسكت الفتاة بيده وهمست له في أذنه: “نعم أحبك، ولم ولن أحب أحدا سواك”.