ساعَد بلحُ البحر أو المحار، الذي يُعدُّ من نوعاً من الرخويَّات معروفاً بقدرته الكبيرة على الالتصاق، الباحثين على تطوير صَمغٍ طبِّي يُستخدَم لإغلاق الشقوق الجراحيَّة وأنواع أخرى من الجروح.
يستطيع بلحُ البحر الالتصاقَ بالسطوح تحت الماء، كالصخور وهياكل السفن من دون أن تجرفَه الأمواجُ أو التيَّارات المائيَّة القوية؛ ويقوم بهذا عن طريق إنتاج بروتينٍ صمغي قويٍّ للغاية.
استخدم علماءٌ التركيبَ الكيميائيَّ لهذا البروتين لتطوير صمغٍ تركيبيٍّ غير سام يعمل بشكل جيِّد على الأنسجة الرطبة، ويمتلك خواصَ أخرى تجعله أفضلَ من المنتجات المُستخدَمة حالياً مثل صمغ الفِبرين والمواد اللاصقة الأخرى التي تُستخدَم في المجال الطبِّي. وقد قام الباحِثون باختباره على الجرذان, مع التنويه إلى أنَّ نتائجَ التجارب على الحيوانات لا تنطبق دوماً على البشر.
تمتلك هذه الموادُّ البيولوجيَّة اللاصقة الجديدة قدرةً على الالتصاق بالأنسجة الرطبة بدرجة أفضل بمرَّتين ونصف إلى ثمانية مرَّات من صمغ الفِبرين؛ كما تمكَّنت أيضاً من وقف النَّزف بشكل فوريٍّ، وعزَّزت التئامَ الجروح وإغلاقها من دون استخدام الغُرز، مثلما قال جيان يانغ، الأستاذ المُساعد في الهندسة البيولوجيَّة لدى جامعة ولاية بنسلفانيا.
نَوَّه يانغ إلى أنَّ تلك المواد اللاصقة الجديدة ليست سامَّة، وهي اصطناعيَّةٌ بشكل كامل، ممَّا يعني أنَّها أقل ميلاً لأن تُسبِّبَ ردود فعل تحسُّسية؛ وكانت الآثارُ الجانبيَّة لاستخدامها على الجرذان بشكل التهابات خفيفة.
قال يانغ: "لا نزال نعمل على تحسينِ المستحضر الذي بين أيدينا، وجعل الصَّمغ أكثر قوَّة من أجل توسيع استخدامه ليشمل الحالات التي تحتاج إلى صمغٍ قوي جداً، مثل معالجة كسور العِظام".
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الثلاثاء 15 كانون الثاني/يناير
العربيه للمحتوى الصحي