أيتها المدينة المعتّقة
كالعنبِ في شراييني
أثملٌ أنا بخمرِ العشقِ
أم يسكرني حنيني؟
كيف أبكي دمَكِ الرقراقِ
وجرحِكِ مصلوبٌ على سكّيني؟
أنا الذي ذبحتكِ يا حبيبتي
أنا الذي قتلتكِ
أنا الذي خسرتكِ
يوم رميتُ لحمَكِ للطوائفَ
وحملتُ التعصّبَ ديني
يا أجمل قتيلٍ أنا قاتلُهُ
ذاك نصل مذهبي
أسفكُ به عزّتي
وتلك خيبتي
رسمتُها ندماً
على جبيني
وذاك تاريخك المضيءُ
وأنا العمياءُ عيوني
ماذا ينفع الحب يا حبيبتي؟
وماذا تفيد المشاعرُ
لو غرقَ بالطيش وعيي
ودهسَ فرحتي أنيني؟
أيتها المدينة المعتّقة
كالعنبِ في شراييني
غداً حين أرحلُ
غداً حين
عن عينيكِ أغيبُ
أرجوك بالله لا تذكريني
وعند أول قاطع طريقٍ
إفتحي نوافذكِ
وعلى رصيف النسيان
ارميني
دعي المطرَ ينظّفُ رمادي
كترابِ الأرضِ
في تشرينِ
علّك تعودين
طفلةً شقيةً
بهيّةً أبيّةً
عصفورةً جميلةً
تلعبُ وتلهو
في البساتينِ
أحبكِ يا مدينتي
ولأني أحبكِ
كجثةِ عفنةٍ
من جوف بحرك
لو خذلتكِ يوماً
الفظيني
كيف؟
كيف أبكي دمَكِ الرقراقِ
وجرحِكِ مصلوبٌ على سكّيني؟
أنا الذي ذبحتكِ يا حبيبتي
أنا الذي قتلتكِ
أنا الذي خسرتكِ
يوم رميتُ لحمكِ للطوائفَ
وعلى جدرانِ المعابدَ
كتبتُ التعصّبَ ديني
ربيع دهام