مسائي أنت
وقت المساء أجلس قليلاً بجانب مدفأتي...
وبيدى ورقة وقلما أكتب ما يجول بخاطري....
شموعا تنير عتمة الليل وتزيد توهجي....
أنظر من نافذتى فأرى قمراً مبتسماً في سمائي.
وحوله النجوم ضاحكة تتراقص تعلن عن لحظة ميلادي..
أنظر اليهما باستماتة وكأنهما يحاكياني....
كأنهما أصدقائى منذ الطفولة وسر حكاياتي...
فأجلس أتعجب من سرد قصصي ورواياتي....
وكأن نجمة من السماء تستمع لأصدق أبياتي...
فما أجمل الشوق يا قلبي وما أجمل همساتي...
فأظل أنظر من نافذتي وأحتسي فنجانا من القهوة....
أرى صورة حبيبي تناديني في شغف حتى أظن أننى ثملى ثم أجد نفسي في قمة الصحوة....
فما أجمل هذا المساء....
مساءً يحتاج الى قبلة من شفاه حبيبي....
يحتاج الى نظرة توقظ ما اختبأ من همس مشاعري وجنة عشقي...
وظللت أنظر من نافذتي وأحسست بأن يدا تداعب وجنتي..
فنظرت الى السماء مرة أخرى وإذا بي أنفطر دمعا وأشعر بالهذيان وكأننى أحتسي خمرا....
فتحدثني نجمتي وتقول... ما بالك يا صديقتي؟؟
فأقول! أطرت عصافير الربى حين غادرت وكأن تغريد العصافير مقتلي...
ورأيت رؤؤس الروابي والنخيل المتراقص ينظران لى نظرة العاشق المتربص....
ودافق الماء سلسل يروي أشلاء قلب في أضلعي...
وشمس هاربة خائبة تشرق ساعة وساعة تزيد من أرقي وتنعي مأملي....
فأسمع تنهيدة تأتى من بعيد.....
فأنظر وألتفت هنا وهناك ولا أجد إلا خيبة أمل ووعيد....
فتناديني نجمتي وتقول! يا صديقتي إن قلبك ينبض من جديد....
ينطق بحب رجل ليس كباقي الرجال وليس له شبيه فهو من نوع فريد....
يا صديقتي... يبكي الطريق على الراحلين.. على زمان قد مضى فتمني من الله العمر المديد....
ولا تتعجلي الرثاء فما هو من بعيد....
فلتتمهلي قليلا فإن رجلك عن الحق لا يحيد....
فنظرت إلى السماء تارة أخرى فشعرت بهمس قادم ولقلبي يريد.....
أشعر بنفس يدغدغ أمسي وعلى قيثارتي يعزف نغما وينشد سحرا ويزيد....
فألتفت مهرولة فإذا بي أرى وجها على آفاقي يظهر....
قلبه من العنبر.....
أغلى من الياقوت والمرجان الأصفر.....
رائحته من الشذا أعطر....
وروحه من الورود أزهر.....
يغرقني في بحر عينيه فأتوه وأسكر.....
ويأخذني بين أحضانه ويذيقني شهد العسل وطعم السكر...
ويكتب في أبياتا وأبياتا بقصة حبنا يذكر....
ينشرها على الدنيا ومن همس شذاها أشعر......
فأنهل عليه بقبلات حارة من صداها أسحر....
فيقترب منى ويقول حبيبتي إننى لقلبك أستعمر......
فأهمس في أذنيه وأقول!
أنت حبيبي.. فما أجمل مسائى بك فهو أجمل من رائحة العود واللافندر.......
م