صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19
الموضوع:

العراقيون .. والتباهي بالحزن

الزوار من محركات البحث: 153 المشاهدات : 2806 الردود: 18
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 226 المواضيع: 54
    التقييم: 15
    أكلتي المفضلة: البامية
    موبايلي: Iphone 3GS
    آخر نشاط: 20/August/2011
    مقالات المدونة: 7

    العراقيون .. والتباهي بالحزن






    أ.د. قاسم حسين صالح
    رئيس الجمعية النفسية العراقية



    من الشائع لدى البشر في كل المجتمعات أنهم يتباهون بما لديهم من مال وحلال أو جمال أو مكانة أو أولاد ... الا العراقيون فأنهم على ما أرى ( المؤلف ) مغرمون أو مهوسون بالتباهي بالهموم والأحزان . لاحظ ذلك في نفسك أو بين أصدقائك . فما أن يبدأ احدهم بالشكوى من
    همّ أو ضيق حتى يبادره الآخر، بل يقاطعه قائلا : (يأخي انت زين ..لكن لو تشوف آني ..) ويروح مسترسلا يروي بألم أكثر ما حلّ به، وبدراما تصور للمقابل وكأن مصائب الدنيا وقعت كلها فوق رأسه !.
    وفي ( الدارمي ) وهو أبلغ ألوان الشعر الشعبي، وراوية الحزن العراقي، حكاية تفي بأيصال المعنى، مفادها : أن امرأة ذهبت الى صديقتها تشكو حالها، فقالت لها :
    ( ما تدري بيّ الناس العلّة خفية
    بالكلب سبع أزروف ويلاه يخيه )
    أي : ان الناس لها الظاهر ولا تدري ياأخيتي بأن الهموم قد أحدثت سبعة ثقوب في قلبي .
    وكان المفروض بصديقتها أن تواسيها وتهون عليها الأمور . لكنها أجابتها بالدارمي ايضا :
    ( نيالك بدنياك بس سبعة ازروف
    الكلب منخل صار بيه العمى يشوف )
    أي : سعيدة انت بدنياك اذا كان في قلبك سبعة ثقوب فقط، فأنا قلبي صار منخلا يرى من خلاله حتى الأعمى ! .
    ولهذه الحالة ( التباهي بالحزن )أسبابها النفسية . فالعراق يكاد يكون البلد الأكثر تعرضا للكوارث والحروب والفواجع والمحن .. بدءا من الطوفان وصولا الى ما هو عليه الآن . وأظن أن أول تراجيديا في العالم كانت في العراق .. أعني تراجيديا جلجامش وأنكيدو . واظن ايضا أن اقسى تراجيديا كانت على أرضه.. أعني أحداث واقعة كربلاء . ومنذ ذلك التاريخ ( 61هج ) وألى الآن حكمت العراق أربعة أنظمة ( الأموي والعباسي والعثماني والبعث ) كانت قاسية جدا في ظلمها للناس وبطشها بالخصوم . حتى أنه مرت أزمان على العراقيين ما خلا فيها بيت من كارثة . والأقسى أن السلطة كانت تمنع أهل من تنهي حياته أن تقيم مجلس عزاء لفقيدها . وهذا يعني في فعله النفسي اشراط أو اقتران الحزن بالظلم والقسوة الذي يؤدي الى تكثيف التعبير عن الحزن بانفعال أشد.
    وثمة مسألتين نفستين نوجزهما بالآتي :
    ان المكّون السلوكي للأنفعالات يكون أما شفويا ..كلام، واما بلغة الجسد ..اشارة ..حركة. ويتفق علماء النفس على أن لغة الجسد تكون أصدق أحيانا من لغة الكلام، وأن تعابير الوجه هي الأكثر تعبيرا عن الحزن من اللسان . ويطرح آخرون فرضية اسمها ( التغذية الراجعة لتعبير الوجه ) مفادها أن عضلات الوجه وارتعاش الشفتين وسيلان الدموع علىالخدود، أو مشهد العينين وهما تبكيان بصمت ...ترسل اشارات الى أكثر من مركز في الدماغ تعمل على تنشيط الجهاز العصبي الخاص بالأنفعالات ( الهيبوثلاموس، الأمجدالا،... ) يؤدي بدوره الى تصعيد الأنفعال لدى أطراف الحدث المشاركين في المشهد .
    ومع أن تعابير الوجه عن الحزن تكاد تكون متشابهة عند خلق الله، الا أن الملاحظ على العراقيين أنهم يضخمون أو يبالغون في التعبير عنها . وهذا ناجم في واحد من أسبابه النفسية عن هول ما أصابهم من فواجع ومحن وكوارث عبر أكثر من ألف سنة ..جرى التعبير عنها بمشاركة وجدانية اقتضى الحال أن تكون بمستوى الفجيعة. ثم تحول هذا التعبير، عبرتكرار الفواجع وما صاحبها من تعزيز، الى تقليد، حتى صار من غير اللائق اجتماعيا أن يكون الأنفعال هادئا أو باردا في مواساة من كان انفعاله ملتهبا .
    ولأن الفجيعة كانت بين العراقيين مثل كرة السلة، فأن العراقي كان يشارك بانفعال حار أخاه المفجوع، ليس من جانب أنساني فقط، انما ايضا – وهذا أهم – لأن الفجيعة ستحل بالآخر يوم ما، وعلى المقابل أن يردّ الفضل ساعتها . والغالب عند العراقيين أنهم يردون الفضل بأحسن منه . فأن كان الفضل بكاء ساعة مثلا، فأن ردّ الفضل يكون بكاء ساعتين وأن أمكن فبأكثر !. والمثل يقول ( دين بدين حتى دموع العين ) .
    والشائع عن النساء في كل المجتمعات أنهن عاطفيات، يعبرّن عن انفعالاتهن بشكل أشد وأعمق، حتى صارت العواطف مرادفة لـ ( الأنوثة )، وتحديدا الأنفعالات الرقيقة والحزن في مقدمها . فيما الأنفعالات الخشنة مرادفة لـ ( الرجولة ) والغضب في مقدمها. ولو تمعنا في العواطف الرقيقة ( الأنثوية ) لوجدنا أنها مقتصرة على ما يمكن تسميته بـ ( الأنفعالات العاجزة ) من قبيل : الحزن والقلق والخوف، وهي انفعالات تعمل على أن تجعل الفرد يبدو ضعيفا وعاجزا . والمسألة النفسية هنا، هي أن الأنسان يتعاطف أكثر مع الأنسان الضعيف العاجز، وأن هذا العاجز تدرب على تجسيد انفعال الحزن، بفعل تكراره، فصار ماهرا في تمثيل دوره، فكيف اذا كان هذا الأنسان هو المرأة !.
    ولأن الحزن في المجتمع العراقي كان بحجم فواجعهم، فأنه اختار المرأة لتكون بطلته . ولقد أجادت و (أبدعت ) في تجسيد هذا الدور بدراما تراجيدية . فكما في المسرحية التراجيدية، فأن في مأتم الحزن النسائي العراقي أكثر من جوقة، تتصدرها جوقة النائحات اللاتي يجدن الصراخ والعويل، وجوقة اللاطمات على الخدود، وجوقة ناثرات الشعر وشاقات الصدور ...، تقودهن قائدة أوركسترا المأتم – ( الملاّيه )- في ايقاع يجمع هذه الجوقات ويوحدهّن في مباراة بينهن، في أيهما تجيد دور التعبير عن انفعال الحزن، وأيهما كان لها التأثير الأكبر بين الحاضرات المشهد .
    وبعد أن تعلن قائدة الأوركسترا - ( الملاّيه ) - عن فترة استراحة، فأنه يتم فيها تقويم للمشاركات على وفق معايير ( موضوعية ) من بينها :شدة احمرار الوجه، ولا بأس اذا كان مخرمشا بالأظافر، أوسيلان الدم على الخدود، أو تقطيع شعر الرأس، أو تمزيق الملابس، أو شدة بحة الصوت، أو من كانت قد أغمي عليها صدقا أو هستيريا .... وتحظى الفائزة منهن بالأهتمام والتعاطف والاطراء والمديح على وفائها وطيبتها وصدق مشاعرها .
    والغريب عند العراقيين، والمرأة بشكل خاص، أنهم ماضون بالتباهي في التعبير عن أحزانهم وطول حدادهم، بالرغم من أنهم جزعوا منها، وفي أعماق كل واحد منهم صرخة تصيح :
    أما لهذه الأحزان من آخر !! .

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,764 المواضيع: 154
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 484
    آخر نشاط: 20/October/2017
    مرات من شخص يكون حزين ويشكي همه او حزنه عند انسان قريب عليه كأن يكون صديق او اي شخص ثاني
    ويبدي هذا الشخص او الصديق بالرد وسرد احداث او مشاكل واجهها ..ممكن يكون سرد هذه الوقائع هي بحد ذاتها مواساة للشخص المقابل
    يعني مثل مايكولون (الي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته ) وكل انسان واله طريقته بالتعبير عن حزنه
    اكو شخص نكول عليه قوي يعني ميظهر حزنه للمقابل وانما يبقى بداخله ويفضل المعاناة الداخلية على ان يبوح بحزنه لأقرب انسان اله
    واكو شخص لا يعبر عن حزنه سواء بالشكوى او البكاء او التذمر من كلشي يحيط بي
    يعني مااعتقد التباهي بالحزن مقترن بالعراقيين فقط
    وانما هذه طباع ملازمة للأنسان وكل انسان اله تصرفات تميزه عن الاخر

    اعتقد كاتب هذا المقال ماعايش بالعراق

    شكرا كلكامش على طرح الموضوع

  3. #3
    صديق نشيط
    شكرا Gardenia عل اضافتك القيمه
    وحبيت ان اعلق عل اخر فقرة في ردك حول كون الدكتور قاسم خارج العراق والحقيقه انه داخل العراق وكان يقدم برنامج معروف في اذاعة بغداد اسمه ( حذاري من الياس)

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلكامش مشاهدة المشاركة
    شكرا Gardenia عل اضافتك القيمه
    وحبيت ان اعلق عل اخر فقرة في ردك حول كون الدكتور قاسم خارج العراق والحقيقه انه داخل العراق وكان يقدم برنامج معروف في اذاعة بغداد اسمه ( حذاري من الياس)
    شكرا كلكامش للتوضيح
    تحياتي الك

  5. #5
    المدير الفني للموقع
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد &
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,392 المواضيع: 1,088
    صوتيات: 71 سوالف عراقية: 328
    التقييم: 9783
    مزاجي: روبوت
    المهنة: <dev></dev>
    أكلتي المفضلة: مربى وخبز &
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Samer
    شكرا إلك كلكامش على المقالات النوعية

    عندي مسألتين

    الاولى .. .. إن مشاعر الحزن ابلغ في النفوس عند وصفها من مشاعر السعادة .... لذلك تشاهد القصص و الروايات مثل هاملت و روميو و جولييت لشكسبير .. و انا كارنينا لتولستوي و غيرها اكتسبت شهرتها من مشاعر الحزن القوية التي اكتست صفحاتها او خاتمتها

    كذلك .. إن الحب عند ارتباطه بالحزن .. يدفع الشعراء و غير الشعراء إلى كتابة نتاجات جميلة و مؤثرة .. لذلك تشاهد اغلب الادب العربي من شعر و نثر .. و كذلك اقسام الكتابة في المنتديات العربية عموما .. تنطوي عليها نبرة الحزن عكس تلك التي تصف المشاعر السعيدة فهي نادرة عموما .. فهي حالة ليست مختصة بالعراقيين فقط

    المسألة الثانية .. هي إن العراقيين و خصوصا الجنوبيين .. لديهم كل الحق أن تغلب عليهم صفة الحزن .. فهم مسلوبي (مدري مسلوبو) الحقوق منذ فجر الاسلام .. و كل حاكم يأتي يظلمهم و يكثر فيهم القتل و التشريد .. فهم اولى بالحزن من غيرهم



    اوافقك الراي إن هنالك الكثير من الحالات السلبية في المجتمع . مثل قضية مأتم النساء و ما يتخللها من شوائب .. و قضية (الملاية) التي تعطى نقودا لكي تؤجج حالة العويل و البكاء .... و قضية (الفاتحة) التي تثقل كاهل اهل الميت بالمصاريف و الهم الاضافي ..

    و لكن قضية الحزن في المناسبات الاسلامية الحزينة .. و خصوصا مناسبات استشهاد الأئمة عليهم السلام تختلف تماما .. و هي ليس فيها ضرر على المجتمع أو الفرد ما دامت تخضع للقواعد الصحيحة و غير المشوهة لصورة الاسلام .. ... و ما دام الفرد يدرك لماذا هو يفعل ذلك ... فعندما "يبكي" الشخص في ذكرى فقد أحد الأئمة .. فهو يحاول أن يتصف باخلاق ذلك الامام .. و بنفسية ذلك الامام .. و إلا لما كان لبكاءه او حزنه فائدة تذكر .. او كان مجرد عادة او تظاهر او رياء

    مع التحية

  6. #6
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: erbil
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 299 المواضيع: 9
    التقييم: 14
    آخر نشاط: 28/April/2013
    اتفق مع الاخ اوراكل في توضيحه ،تاريخ العراق مليء بالماسي ، والسلوك الاجتماعي قد يكون نتيجة قبل ان يكون سببا.
    شكرا على الموضوع

  7. #7
    صديق نشيط
    السيد المدير العام المحترم
    صحيح ان اصدق المشاعر هي الحزن وما ذكرته عن الاسباب صحيح ومعروف وهو ما وضحه الدكتور باختصار ولكنه وباعتباره استاذ في علم النفس يحاول ان يبرز هذه الظاهر ويحللها حتى يصل الى الحلول
    مع التحيه

  8. #8
    المدير الفني للموقع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلكامش مشاهدة المشاركة
    السيد المدير العام المحترم
    صحيح ان اصدق المشاعر هي الحزن وما ذكرته عن الاسباب صحيح ومعروف وهو ما وضحه الدكتور باختصار ولكنه وباعتباره استاذ في علم النفس يحاول ان يبرز هذه الظاهر ويحللها حتى يصل الى الحلول
    مع التحيه
    ههههههه .. خلليها هاي مال المدير العام .. اني من اكتب خارج منتدى الاعلانات اكون مجرد عضو


    صحيح الاستاذ يحاول يبرز هذه الظاهرة و يلكي إلها الحلول .. بس هو تناولها كحالة سلبية مو ايجابية .. و طبعا عنده الحق وفق اسبابه .. اني مجرد حاولت اتوسع بالتحليل و النقاش

    و شغلة لاخ .. ما ادري ليش .. احب اخالفك دائما .. .. يمكن لأن من حبك لاشاك

  9. #9
    صديق نشيط
    General Manager ونص وثلاث ارباع
    اما عن اختلافنا فما اصور كبير بقدر ما اعتقد بس احنه سفسطائين لا اكثر ولا اقل ( وطبعا السفسطه الي الي اتادي بصوره او باخرى الى تطور المجتمعات )
    لان اعرف انو الاسلاموين يكرهون السفسطه ويستخدموها

  10. #10
    المدير الفني للموقع
    ههههههههه اوكي

    عموما .. أني افضل تعبير Super Administrator من باب التواضع خخخخخخخ

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال