سواء أحببت المسلسل الإسباني الشهير La Casa De Papel أو كما تُرجم إلى اللغة الإنجليزية Money Heist، أم كرهته لا يمكنك على الإطلاق إنكار النجاح الكبير الذي حققه. في الواقع عند مشاهدة هذا المسلسل تجد نفسك أمام عمل أقرب ما يكون إلى التحفة الفنية من ناحية الإتقان في الحبكة والأداء التمثيلي والإخراج، وحتى الموسيقى التصويرية في هذا المسلسل رائعة. من المقرر عرض الموسم الخامس في صيف العام الحالي، ومن المقرر أن يحتوي هذا الموسم على عشر حلقات ليكون بذلك الجزء الأطول بين المواسم الأربعة السابقة.
بعد ما شهدناه في المراسم الأربعة الماضية من La Casa De Papel أصبحنا على دراية تامة أن الاستغناء عن الشخصيات الرئيسية لا يمثل مشكلة على الإطلاق في هذا المسلسل، ففي الموسم الأول رأينا موت أوسلو متأثرًا بجرحه عند هروب عدد من الرهائن من دار السلك الملكية، وفي الجزء الثاني شهدنا موت موسكو، وفي الحلقة الأخيرة موت برلين، وفي الموسم الرابع شهدنا موت نيروبي، أي أن أعضاء العصابة يتعرضون للقتل واحدًا تلو الآخر. وهنا يُطرح السؤال الأهم وخصوصًا بعد رؤيتنا للمشهد الأخير في الموسم الرابع عندما كانت توجه أليسيا سييرا السلاح نحو رأس البروفيسور، هل يا ترى سيكون البروفيسور هو من الشخصيات الرئيسية الأخرى التي سيستغني المسلسل عنها.
في الواقع وضعنا الجزء الربع أمام عدد من النظريات من الممكن أن تكون صحيحة ومن الممكن أن تكون خاطئة. لكن من الواضح أن ما ينتظرنا في هذا الجزء تصاعد كبير في الأحداث وخصوصًا أن الحرب ستصل إلى أعلى مستوياتها، أي أن هذا الموسم سيكون الموسم الأكثر حماسًا وتشويقًا.
ما احتمالية موت البروفيسور ؟
في الواقع إن دققنا النظر في التلميحات التي وضعها مسلسل La Casa De Papel في الموسم الرابع فسنلاحظ أن موت البروفيسور وارد جدًا، وخصوصًا في المقطع الذي أظهر جميع الشخصيات التي فقدها المسلسل بعد موت نيروبي. حيث نرى برلين، وموسكو، وأوسلو، ونيروبي مستلقية على العشب، كما نرى في هذا المقطع دنفر والبروفيسور، ما يرفع احتمالية تضحية البروفيسور بنفسه لإنقاذ باقي أفراد العصابة، وبعد أن أصبحت راكيل (لشبونة) داخل بنك إسبانيا ولأنها تعرف بالتفصيل ما كان يخطط له البروفيسور من الممكن أن تقود هي عملية الهروب من الداخل. لذا هل هدا تلميح إلى أن دور البروفيسور سينتهي في الموسم الخامس وبعد ذلك سيتبعه دنفر، في الواقع هذا المسلسل عبارة عن صندوق من المفاجآت لا يمكن أبدًا توقع ما سيحصل.
ماذا عن طريقة الهروب ؟
في الواقع كما رأينا في الجزء الرابع مع دخول العصابة لسرقة الذهب وتحويله إلى كرات ذهبية صغيرة كان العمل بأكمله مرتكز على الذهب، أي لم يكن هناك حفر لنفق ولن يكون هناك طائرة للنقل (لأن الشرطة الإسبانية بالطبع ستستهدف الطائرة وتسقطها) لذا أغلب الظن أن العصابة ستهرب من الباب الرئيسي، من الممكن أن تكون طريقة خروج العصابة مشابهة جدًا لطريقة دخولها، أي عن طريق إثارة الشغب في الأرجاء والتسبب بالارتباك لقوات الأمن، والطريقة الوحيدة لإثارة الفوضى هي إما بنشر المال في الشوارع عن طريق المناطيد كما حدث عند دخولهم إلى بنك إسبانيا، أو عن طريق إلقاء كميات كبيرة من الكرات الذهبية الصغيرة للحشود، بالطبع سيسبب هذا فوضى هائلة لا يمكن السيطرة عليها ولأن أغلب الناس المجتمعة يرتدون الزي الأحم وقناع الدالي، لن يتمكن أحد من تمييز أعضاء العصابة وسط هذه الفوضى، حيث رأينا سابقًا كيف تمكن البروفيسور، عند بحثه عن دليل إن كانت لشبونة على قيد الحياة أم لا، من الوقوف أمام الخيمة التي نصبتها الشرطة دون أن يثير أي انتباه.
هل تخفي أليسيا سييرا لغزاً ما ؟
انتشرت نظرية غريبة بعض الشيء، وفي الواقع من الممكن أن تكون صحيحة وهي أن أليسيا سييرا هي نفسها تاتيانا التي تزوجها برلين. أجل يبدو هذا غريبًا ولكن رأى الكثيرين أن الشبه بين الشخصيتين كبير ومن الممكن أن تكون تاتيانا قد غيرت هويتها لتصبح محققة في الشرطة الإسبانية. ولكن هناك نظرية ثانية تقول أن أليسيا وتاتيانا ليسا شخص واحد، بل هما في الواقع شقيقتان، ولعل أليسيا ترغب في الانتقام من العصابة لسبب قد يُكشف لاحقًا في الموسم الخامس.
على أي حال أصبحت أليسيا الآن هاربة، ويوجد بحقها مذكرة توقيف وذلك بسبب تعذيبها لريو، ومحاولة قتلها لنيروبي، والاحتجاز غير القانوني للشبونة. ولأن البروفيسور هو الشخص المسؤول عن فضح جرائمها، يُعتقد أنها تنوي إما قتله بدافع الانتقام، أو تسليمه للشرطة على أمل تخفيف عقوبتها. لكن من المعروف أن المحققة أليسيا هي امرأة ذكية لذلك ستخطط لشيء أفضل من القتل أو الاستسلام، لعل سبب بحثها عن البروفيسور هو رغبتها بالانضمام للعصابة.
هل موت برلين مزيف ؟
تساءل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حقيقة موت برلين وخصوصًا أنه ظهر بكثرة في الموسم الرابع، حيث ظن البعض أنه ما زال على قيد الحياة، لكن ما أغفلوا عنه هو أن ظهوره هو عبارة عن مشاهد فلاش باك، أي أنها من الماضي قبل موته، ولربما يعود ويظهر في الموسم الخامس لكن بالتأكيد لن يبعث من الموت بل سيعود بمشاهد تعيدنا للماضي لتوضح ولتكمل لنا الصورة النهائية لهذا العمل. ومن الجدير بالذكر أن شخصية برلين صُنفت على أنها أفضل شخصيات نتفلكس في عام 2020.
طوكيو هي الراوية للأحداث ... لكن لمن ؟
منذ بداية الموسم الأول من مسلسل La Casa De Papel ونحن نسمع الأحداث بحسب ما ترويه طوكيو، ومنذ الموسم الأول ونحن نتساءل حول سردها للأحداث وكأنها تروي قصة هو لمن، هل في السجن لزملائها، أم أنها تروي قصتها لابن نايرويي، أم لابن أليسيا المنتظر بعد أن تنضم للعصابة، أو لعلنا نشهد تنفيذ خطة باريس مرة أخرى، أي أنها تروي قصتها تفصيلًا للقاضي في محاولة لكسب الوقت والهروب لاحقًا. تكثر الاحتمالات كل ما انتظرنا أكثر، ويبقى الجواب الأكيد هو بانتظار عرض الموسم الخامس والأخير.
في الختام أود القول أننا لا نستطيع تخمين النهاية كيف ستكون، هل ستتمكن العصابة من الهروب دون موت فرد آخر، أم أن دخولهم لإنقاذ ريو سيكون السبب في هلاكهم جميعًا، جميع هذه الأسئلة تتصاعد ولا نرى أي أجوبة لها وما علينا سوى انتظار العرض هذا العام. أخبرنا عن رأيك في التعليقات هل تعتقد أن النهاية ستكون بنجاة العصابة أم سيقبض عليهم ؟
فاطمة احمد - أراجيك