من خلال فتحة صغيره في زاوية النافذة دخلت العنكبوتة شول إلى غرفة معيشة رجل اعزب، شعرت بالدفء والأمان، ورغم قلّة الحشرات من حولها إلا انها كانت تجد بقايا الطعام في كل أنحاء الغرفه، باديء الأمر كانت تتوجّس خيفةً حينما تراه ينظر إلى عشها الذي حاكته في زاوية الغرفه، غير انه سرعان ما يشيح بنظره إلى مكان آخر، كانت تقول في قرارة نفسها :أنه رجل طيب القلب ولا يؤذي أحدا.
ومضت الايام وشول تنعم بالراحه والاطمئنان واصبحت تعتبر صاحب البيت صديقها وشريكها في البيت، لذا قررت أن تنجب الأطفال كي ينعم صغارها بطيب العيش وراحة البال هنا.
وفي أحد الايام سمعته يتكلم بالتلفون : نعم حبيبتي... سأزوركم الليلة لأخطبكِ من اهلكِ.. إلى اللقاء.. احبك.
فرحت شول بهذا الخبر السعيد، أخيراً سيجد هذا المسكين شخصاً يؤنس وحدته ويملأ عليه حياته ويخرجه من حياة الملل التي يعيشها.
مرّت الأيام وانجبت شول عشرة عناكب صغار، كانوا قمّة السعادة في مأواهم الهاديء والآمن وامهم تخدمهم ليل نهار.
وذات مساء دخل الرجل إلى البيت ومعه خطيبته الحسناء، ما أن وطئت قدماها الغرفة حتى بدأت تتذمّر من كل شيء، رائحة الغرفة، الأشياء المبعثرة هنا وهناك، الاريكة القديمة،،، ثم نظرت إلى السقف فرأت عش العنكبوت فصاحت وصرخت وكأن عقرباً لسعتها فأسرع لنجدتها فأشارت بأصبعها إلى عش العنكبوت وهي تقول بحالة هستيرية : اقتل العنكبوت.. اقتله.. اقتله!
وماتت شول على يد صديقها هي وصغارها العشر.