لا أعلم من أين أبتدي بالكتابة لكِ .. فأين أنتي .. وأين أنا .. ؟ أنا الآن إنسانً مفقود ..
لا أعرف في الأرضِ مكانً .. وكأن نزار انا .. هذا الرجل .. غبي بدرجة العبقرية ..
أين كنا .. ؟ وأين وصلنا ؟
ذكريني .. رُجي ذاكرتي فهذة الأيام أنسى كثيراً .. أنسى مواعيد الصلاة .. برغم أن بلال جارنا ..
أنسى أن جوزاي منتهي .. رغم أن مستقبلي بداخلة ..
أنسى أننا في 2021 الآن .. لذالك يجب أدفن أشرطة حليم بحديقة منزلنا الخلفية ..
كي لايدفنني أبي معهم ..
ياصديقتي ..
ألم تلاحظي عدم كتابتي عن حزني .. ؟ .. عن همي .. ؟ .. عن ديانتي السرية .. ؟
ألم تلاحظي أني الى الآن لم أكتب عن سجارتي .. ؟ .. عن قدحي الجمجومي .. ؟
لاتعتقدي بأني تخصلت من حزني .. وبأني تحررت من همي .. وسجني ..
ولاتفكري حتى .. بأني تركت عادة التدخين .. أو عادة شرب الحليب كالأطفال ..
لا ياعزيزتي .. لازلت أتخبط بين جدران الحزن .. لازلت أتسلق حيطان الهم ..وأقعْْ ..
لازلت أشعل سجارتي بالتي بعدها .. وقبلها .. لازلت أعلق السجارة فوق أذني ..
منتظراً إنتهى التي بيدي .. لأشعل الأخرى التي بيدي الثانية .. ومن ثمَ المعلقة فوق أذني ..
ياصديقتي ..
كلما حاولت التخلص من احزاني .. تضربني أمواج البحر .. وتعيدني لغرفتي ..
محطماً .. شريداً .. بائساً .. تعيدني .. جريحاً ..
فإلى متى .. ؟ .. من أسئل يا أنا .. ؟ .. ومِن مَن أنتظر الجواب ..
منكِ . ؟ .. منها .. من الرب .. ؟ .. لا أعلم حقاً ..
كل ماأعرفة الآن بإني تعب .. أتمنى النوم كابياض الثلج ..
فرحلة الأربعمئة كيلو أتعبتني .. كما حزني أتعبني .. وقضى على أحلامي الحبلى ..
ياحبيبتي ..
كلما حاولت كتابة قصائد تخلوا من الحزن .. أفشل ..
كلما حاولت كتابة خواطر سعيدة .. أخُفق ..
فالحزن يلبس قلمي .. ويكتب قصائد من دمع ..
وحروفاً من هم .. وكلماتً ترتجف من الكآبة ..
فماالحل .. ؟ .. أين السر .. أين المخرج ... يالله من هذا الحزن ..
أجيبيني .. فأنا اليوم .. أكتب الحزن دون كلمات .. ؟!!
يا عزيزتي ..
أن لا أدعي ما أكتبة .. ولا أبالغ بِما أنثرة ..
فمنذ زمن لم أكتب هُنا .. في هذه الصفحات المطوية على نفسها ..
والسبب .. أنتي ..
نعم أنتي .. وكيف تريدين أن أكتب لكِ .. وأنا أراكِ .. بعيدة ..
بيني وبينكِ .. جبالاً لاتنحني .. وبحاراً لاتجف ولاتختفي ..
كيف سأحصي عدد خيباتي الكثيرة .. لأكتبها لكِ .. وأمضي .. ؟
تريدين الحق .. والصدق .. يابعيدة ..
أنا اليوم أجهل أبسط فنون الكتابة .. لا أعرف إختراع سبباً .. أو إختراع صدفة ..
أريد أن أكتب .. ولكنكِ .. تمنعينني ..
فلا أنا أرتاد المقهى نفسة .. ولا أنتِ تقرائين مجلتكِ .. ذاتها ..
حقاً ..
لا أجد موقفاً أكتب لكِ .. فية .. عنة .. وإلية ..
فمنذ ذالك اليوم المشوؤم ..
وأنا أكتب القصائد السياسية .. كاأحمد مطر ..
وكـ َ مُلهمي الأول .. والأخير .. نزار .. الغبي ..
وكـَ البياتي .. وعدنان .. وغيرهم من شعراء الثورة .. والمنفى ..
كل ما أعرفة اليوم من أبجدية .. عربية .. وفرعونية ..
ألخصها في قصيدة تلعن العرب .. قصيدة تضرب العرب بالرعد .. وبالبرق ..
وإذا توقفت عن زعاطتي على أمتنا الهالكة ..
أعود للحزن .. ولكِ .. ولها .. وللـ أمل .. !
ياحبيبتي ..
كنت اتمنى ,أنتظاري, تحت المطر .. حاملاً مظلتي .. متأبطً رُزم جرائدي ..
بيدي سجارة .. وأيبود بأذني .. يلعلع منهُ صوت حليم تارة .. والشيخ حسين تارة ً أخرى ..
لكن هذا القدر .. \هذا أنا / .. ولا أقدر أن أكون غيري أنا .. !
ختاماً صديقتي ..
أنا أتعذب من أشيائكِ .. وأتدهور بلعناتكِ ..
فكلما حاولت الهرب منكِ ..
أجد أسمكِ محفوراً على جيتاري .. أجد عطركِ ملتصقاً بثيابي ..
رسائلكِ التي تقذفها طيور النورس على شُباك نافذتي ..
بالضحكات المشابها لضحكتكِ ..
بملامحكِ .. وخيوط عبائتكِ ..
بأغانينا .. وبأمانينا ..
بحليمنا .. وحليبنا ..
أتعذبْ ..
رباه ..
كيف يُترك القلب أعزلاً .. أعزبً .. ويمضيْ ..
.......
بقلمي ..
.
صقر