فريق دولي اكتشف الكويزار الأقدم في الكون، والذي تشكّل بالكامل بعد حوالي 670 مليون سنة من الانفجار العظيم (يوريك ألرت)
أعلن فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا (The University of Arizona) الأميركية عن اكتشاف أقدم ثقب أسود عملاق في تاريخ الكون إلى الآن، حيث يعتقد أنه نشأ فقط بعد 100 مليون سنة من الانفجار العظيم، الأمر الذي يناقض فكرة العلماء عن آليات نشوء هذا النوع من الثقوب السوداء.
الثقوب السوداء العملاقة توجد فقط في مراكز المجرات، وتتفوق كتلتها على الثقوب السوداء العادية بملايين إلى مليارات المرات، ومن غير المفهوم إلى الآن سبب تكوُّنها.
ألمع شيء في الكون
وبحسب الدراسة، التي قبلت للنشر في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز" (Astrophysical Journal Letters)، وأُعلن عنها في الاجتماع الأخير للجمعية الأميركية لعلم الفلك، فإن هذا الكشف جاء عبر اتحاد مجموعة من أدق التلسكوبات حول العالم لدراسة كويزار عُرف باسم "جيه0313-1806" (J0313-1806).
اصطلاح "كويزار" مضلل بعض الشيء، لأن الكويزارات ظهرت في الصور الأولى التي التقطت لها في ستينيات القرن الماضي كنقاط مضيئة، فتصور العلماء أنها أشباه نجوم أو نجوم زائفة (Quasi-star).
الآن نعرف أنها مجرات بعيدة جدا ولا يظهر منها سوى قلبها النشط، والذي يحتوي على ثقب أسود عملاق محاط بِكَمٍّ هائل من الغاز الساخن بمساحة مجموعة شمسية كاملة. ويبتلع الثقب الأسود تلك المادة المحيطة به، في حدث كوني فائق الفاعلية لدرجة أن نواة المجرة قد تلمع أكثر من مجرات كاملة متكدسة، بل إنها ألمع أجرام الكون.
الباحثون لجؤوا إلى مرصد كيك الضوئي لقياس كتلة الثقب الأسود العملاق في مركز الكويزار (ناسا)
عبر النجوم
وقد استخدم الفريق كلا من تلسكوب المسح البانورامي ونظام الاستجابة السريعة الموجود في مرصد هاواي، ويسمى "بان ستارز" (Pan-STARRS)، وتلسكوب ماسح آخر يسمى "يوكيرت" (UKIRT) للتعرف إلى هذا الكويزار بدقة وتحديد موضعه.
بعد ذلك، لجأ الباحثون إلى مرصد كيك الضوئي (W.M. Keck Observatory)، الأكبر في العالم، ومرصد الجوزاء، وكلاهما في هاواي، لقياس كتلة الثقب الأسود العملاق في مركز الكويزار، واتضح أنه يساوي حوالي 1.6 مليار مرة كتلة الشمس!
وبحسب البيان الصحفي المنشور على موقع مرصد كيك، فقد أوضحت تلك الأرصاد أن هذا الكويزار يبتعد عنا بأكثر من 13 مليار سنة، ما يعني بالتبعية أن الضوء الذي التقطته تلك التلسكوبات قد خرج منه قبل أكثر من 13 مليار سنة حتى وصل إلينا.
وأفاد البيان بأن هذا الثقب الأسود العملاق أصبح بتلك الحالة بعد حوالي 670 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، ما يشير أنه نشأ في وقت مبكر عن ذلك، حوالي 100 مليون سنة فقط بعد الانفجار العظيم.
وتضع تلك النتائج باحثي هذا النطاق في درجة من الحيرة، لأن هذا الثقب الأسود هائل الحجم قد تكوّن خلال فترة قصيرة جدا بعد الانفجار العظيم، بحيث لا يمكن لبعض الفرضيات الحالية أن تفسر تكوُّنه، الأمر الذي يتطلب المزيد من الفحص لفهم هذا النوع الأكثر غرابة من الثقوب السوداء، وبالتبعية تلك المرحلة المبكرة جدا من تاريخ الكون.