أصدر مسح الطاقة المظلمة (DES) مجموعة ضخمة من البيانات الفلكية والصور المعايرة من ست سنوات من العمل.
ويحتوي هذا الإصدار الثاني من البيانات في تاريخ المسح الممتد لسبع سنوات على بيانات حول ما يقارب 700 مليون جسم فلكي، في المسح الأكثر تفصيلا على الإطلاق للسماء المظلمة.
وقام خبراء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ثماني مؤسسات بريطانية، برسم خرائط لأكثر من ثُمن السماء بأكملها. وزاد ما يقارب 700 مليون جرم سماوي فلكي حتى الآن ما عزز 400 مليون جسم أضيف في عام 2018.
والبحث التاريخي هو محاولة لفهم تمدد الكون المتسارع بسبب الطاقة المظلمة بشكل أفضل.
وقال البروفيسور عوفر لاهاف من جامعة كوليدج لندن، رئيس اتحاد المملكة المتحدة في مشروع مسح الطاقة المظلمة (DES): "هذه علامة فارقة لهذا المشروع طويل الأمد، حيث تحدد واحدة من أكبر مجموعات بيانات التصوير في علم الفلك. لقد سمحت لنا مجموعة البيانات ليس فقط بالتعرف على الطبيعة الغامضة للطاقة المظلمة والمادة المظلمة، ولكنها أدت أيضا إلى اكتشافات في نظامنا الشمسي وفي مجرتنا درب التبانة، ومتابعة أحداث موجات الجاذبية وغيرها من الظواهر الكونية".
وأضاف: "إنه لأمر رائع أن تكون مجموعة البيانات هذه متاحة للجميع في العالم لتحقيق المزيد من الاكتشافات".
وقال البروفيسور غراهام بلير، مدير البرامج في مجلس منشآت العلوم والتكنولوجيا (STFC): "أتاح مسح الطاقة المظلمة للباحثين الوصول إلى بيانات غير مسبوقة عن الكون لتحقيق اكتشافات جديدة. وبالإضافة إلى منحنا فهما أفضل للطاقة المظلمة، فإن البيانات الناتجة عن المسح ستمكن أيضا من إجراء العديد من الدراسات الأخرى، من اكتشاف أجسام جديدة في النظام الشمسي إلى البحث عن طبيعة أول مجرات تشكل النجوم في الكون المبكر".
وتم تقديم النتائج الرائعة من خلال أنظمة البصريات الدقيقة المتطورة في Dark Energy Camera، أقوى أداة مسح من نوعها.
وتعد الكاميرا الرقمية بدقة 570 ميغابكسل، هي الأداة الرئيسية للمسح وتتضمن خمس عدسات دقيقة الشكل، أكبرها يبلغ قطرها نحو متر.
وقال البروفيسور ديفيد بيكون من معهد علم الكونيات والجاذبية التابع لجامعة بورتسموث: "لقد كانت تجربة غير عادية أن نرى مئات العلماء يعملون معا لإحضار مسح الطاقة المظلمة إلى هذه النقطة. مجموعة البيانات التي تم إصدارها حديثا غنية جدا ولا أطيق الانتظار لمعرفة المفاجآت الجديدة التي يمكن أن نجدها فيها".
وتتعلق إحدى النتائج البارزة بتكوين النجوم النابضة RR Lyrae، والتي تكشف عن منطقة الفضاء الواقعة خارج حافة مجرتنا درب التبانة. وفي هذه المنطقة الخالية تقريبا من النجوم، تقدم حركة نجوم RR Lyrae دليلا محيرا لوجود هالة هائلة من المادة المظلمة غير المرئية.
وهذا يمكن أن يقدم دليلا على كيفية تطور مجرتنا خلال الـ 12 مليار سنة الماضية.
كما كان علماء الفلك قادرين على تقدير موقع اندماج ثقب أسود، من خلال الإصدار الثاني لمسح الطاقة المظلمة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الملاحظة، بغض النظر عن التقنيات الأخرى، كانت قادرة على استنتاج قيمة المعلمة الكونية المهمة ثابت هابل.
وتمكن الباحثون أيضا من إنشاء خارطة مفصلة للأقمار الصناعية القزمة لمجرة درب التبانة، ما يمنح نظرة ثاقبة حول كيفية تجميع مجرتنا وكيفية مقارنتها بتنبؤات علماء الكونيات.
ويمكن لعلماء الفيزياء الفلكية في أي مكان من العالم الآن الوصول إلى هذه البيانات غير المسبوقة