دعــي عينيــك تخبرني عن الدنيـــا وما فيــها
وكيف الرمش يحفظـها وكيف الدمــع يرويـها
وكيف السحــر يسكنها ويسبــــح في مآقيــها
ففي عينيـــك أغنيـــــة أعبـــر عن معانيــــها
تحرك غــــــــادة الفكـر فأنهـــل من أراضيــها
وأصنـــع حولـها سوراً علي جنــــــات واديها
ولـو كـــل الذي صغــت من الفكــــر لأرويـــها
تفتــــت في ربا الكــون حناناً سوف يسقيـــها
جمال الله فــــي الأرض تجســـد في أراضيــها
دعوني أبدع الوصـــف لعــل الوصـف يحكيها
دعوني أنشـــــد الشعـر وألزمه نواصيــــــــها
وأرسم صــورتي فيــها وأغزل من قـوافيـــها
والثــــــم أية الحســــن ربيعاً طل من فيـــــها
وأصبح رغــم عن أنف هواءاً سابحاً فيـــــها
فأسلكــها علي شغـــف وأرتــــع في بواديـها
وأسعــــد أنني صـــرت وقــــوداً كي يغـذيـــها
كــــــأن الله أهلكــــــني وبعثي حين أفديــــــها
فمن منكـــــم على عـلم بما في سحـــر ناديـها
بها صـــدر على خصـر سيهلكـــــني وينجيـها
فكيـــــف الله يحـــرقها وآيـــة خلقـــــه فيــها
بها ثغر إذا ابتـسمــــت ذكـــــرت الله باريــها
بديع الصنـــــع ستـرها بأنــــوار تغطـيــــــها
ولـــولا الله يأمـــــــره لخــاف المـوت يأتيها
تعالى الله بــــارئــــــها ومنشئـــــها وفانيــها
هي أرقـــــى من القبـل وأعـــلى من محبيــها
هي أسمي من اللمــس ومن دنس يواتيـــــها
علي أعتابــــها سكرت جميـــع غرائزي تيها
يخـــــــاف الفم يقربها ويشرب من سواقيـها
ويخشي السيف يشطرها ويدنو من حواشيـــها
أراد الحـــــق يفطـــرها على غصــن ينديـــها
وأن تبقـــــــــى كأزهار بها الاشــواك تحميها
فلا كـــــف تدنســــــها ولا قطـــــف بواديـها