حالة إنسانية قدمها فيلم Pieces of a Woman الأمريكي الذي تم طرحه بدور السينما في 4 سبتمبر عام 2020، ليتم عرضه على منصة نتفيلكس العالمية في 7 يناير 2021، وهو من بطولة فانسيا كيربي، شيا لابوف وإليزا شليزينجر، إلين بورستين و مولي باركر، وهو العمل الإخراجي الأول الناطق بالإنجليزية للمخرج المجري Kornél Mundruczó، ومن تأليف زوجته كاتا ويبر، والذي يدور حول قصة شخصية لهما، بعد أن فقدا مولودهما الأول بعد ولادته مباشرة، محاولين تخطي الأزمة التي تعرضا لها بالفن، ومحاكاته لمن مر بهذه التجربة.
تدور قصة فيلم Pieces of a Woman حول سيدة متزوجة قررت هي وشريكها أن يعيشا تجربة إنجابهما الأول في المنزل، من خلال قابلة شرعية، لتنجب طفلتها ولكنها لم تستمر في الحياة إلا بعض دقائق لتصاب بنقص الأكسجين وتتوفى، لتدخل الأم في حالة من الاكتئاب جراء حالة الفقد التي تعرضت لها، وخلال العام الذي عاشته الأم في الاكتئاب، يتخلى عنها زوجها، في منتصف الطريق، وتحاول والدتها أن تقوي من وضعها النفسي وتشجعها في الحصول على حقوقها من القابلة الشرعية التي ترى أنها تسببت في مقتل ابنتها حديثة الولادة، ولكنها تقر في النهاية أن القابلة ليس لها دخل بهذه الوفاة، وتقرر أن تُكمل حياتها وتنجب طفلة آخرى.
ترشح فيلم Pieces of a Woman لعدد من الجوائز من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، منها جائزة الأسد الذهبي، جائزة لجنة التحكيم، ، جائزة الأسد الفضي كأفضل إخراج، وجائزه مارچلو ماسترویانی، ولكنه حصل في النهاية على كأس فولوبي كأفضل ممثلة وهي فانسيا كيربي.
حاول المخرج والمؤلفة في بداية العمل أن يظهرا الجانب الإنساني والدعمي بين الزوج والزوجة، في تشاركهما معًا في لحظات ولادة طفلتهما الأولى، والتي يقف إلى جانبها في لحظاتة الولادة الأولى حتى نهايتها، في جو من الشاعرية، ملأتها الحميمية من القبلات، والموسيقى والشاعرية، ومع مرور قصة الفيلم حول عملية الولادة، فتم استقطاع وقت ليس بالقليل من الفيلم في عملية الولادة، لكي يتم التمهيد لما هو قادم في العمل من تفاصيل ومراحل قادمة.
تحولات درامية في فيلم Pieces of a Woman
مع اللحظات الأولى لولادة الطفلة، وتحولها إلى جثة بسبب نقص الأكسجين في جسدها، وعدم استطاعة الإسعاف من إنقاذها، لتأتي أولى التغيرات الدرامية في العمل التي حولت الأم والأب إلى حالة من الاكتئاب الشديدة، واستطاعت فانسيا كيربي، أن تنقل الحالة النفسية التي تعيشها بكل تفاصيلها، والتي تنقلك إليها كمشاهد بكل سهولة، كأم ثكلى في طفلتها الأولى ترفض التعامل مع الواقع، وتزهد الحياة بكل تفاصيلها وتتحول حياتها الزوجية إلى جحيم.
مع تتابع مشاهد الفيلم نجد أن هناك عدد من المساوئ لا يمكن تجاوزها، مع هدوء إيقاع العمل إلا أنه في النهاية يصيبك كمشاهد بالرتابة، لبطء مشاهد التمثيل وإيقاعها، التي تعمدها المخرج، ولكنها أنتهت في النهاية إلى فيلم ممل بعض الشئ.
حاول القائمين على العمل تصدير قضية خلال أحداث الفيلم وهي التبرع بأعضاء الطفلة، التي كانت إنسانية من الأم، ضد الأب والجدة للأم الذين كانوا يرغبون في دفنها، لتقرر الأم التبرع بأعضاء نجلتها الأولى التي لم تتنفس إلا بضع لحظات، في مشهد غاضب بين جميع الاطراف ينتهي بسير الأب بين المقابر، مما يعبر به المخرج عن الضيق والنهاية لحياتهما بموت طفلتهما.
كانت التغير التالي في فيلم فيلم Pieces of a Woman هي خيانة الزوج لرفض زوجته العلاقة الزوجية وأن يتم ذلك مع المحامية التي من المفترض أن تتولى القضية الخاصة بموت الطفلة ضد القابلة، التي أتضح مع الأحداث وقوعها في هذا الجرم من قبل، وعلى الاتجاه الآخر كان هناك اتجاه من الزوجة “الأم”، في الوقوع في علاقة حميمة مع أحد الأشخاص ولكنها تمنع نفسها في اللحظات الأخيرة، مؤكدين هنا على أن مشاعر الأم دائمًا في الأقوى وغريزتها تجاه ابنتها أقوى مما تتعرض له من اكتئاب.
حاول القائمين على العمل التنويع في المشاهد التي تعبر عن حالة الاكتئاب التي يعيش بها أبطال القصة، فكان من المشاهد الهامة هو ذهاب الأم لشراء كتاب عن الزراعة، بعد أن قررت أن تقوم بزراعة ثمر التفاح في المنزل الذي يذكرها برائحة طفلتها، ووقفت أمام زجاج متجر الكتب والعالم يسير أمهامها وهي في وضع السكون، كما أنها تعود إلى شرب الخمور مرة آخرى، كما أن الزوج عاد إلى إدمان الهيروين مرة آخرى بعد أن تعافى استعدادًا لقدوم طفلته الأول.
التحولات الدرامية في فيلم Pieces of a Woman
كانت بداية ذروة الأحداث، في اللقاء الذي تم بين البطلة ووالدتها التي تحاول تشجيعها على تخطي أزمتها، في مشهد جاء طويلًا بشكل كبير على الشاشة، ومملًا إذا صح التعبير عن ذلك، في بديهية كان من الممكن الانتهاء منها بشكل أسرع من ذلك دون أن يتخطى المشهد الـ10 دقائق، دون الوصول به إلى نقطة.
كما أن تشجيع الأم، زوج الابنة على الخروج من حياة ابنتها التي لم ترغب بوجود بها منذ البداية، وظهر هذا في أولى مشاهد الفيلم حين تهكمت على شراءها سيارة من أموالها لكي يقتادها هو، وكان خروج الزوج من حياة حياة البطلة نقطة فاصلة في الأحداث، لتبقى وحيدة، محاولة التغلب على أزمتها منفردة.
من النقاط التي يمكن أن نأخذها أيضًا على الفيلم هو خلوه من الموسيقى التصويرية التي كان يمكن أن تكسر رتابة المشاهد الصامتة العديدة التي ملأت أحداث العمل، والتي جاءت جامدة كان من الممكن أن تكون الموسيقى عامل بها لزيادة تأثير الأحداث شاعرية.
النهاية الغير منطقية
جاءت نهاية فيلم Pieces of a Woman غير منطقية في أحداثها، فبعد أن قررت البطلة أن تبرأ ذمة القابلة أمام المحكمة، وأن ابنتها جاءت وفاتها طبيعية ليست بسبب إهمال القابلة، ليأتي مشهدي النهاية بوقوف البطلة أمام مياه النهر والتخلص من رفات طفلتها، يتبعها عدم تحديد زمني كما سارت طريقة العرض منذ بداية الفيلم، لنُفاجئ بابنة للبطلة تلهو وس أشجار التفاح، دون أي خلفية عن جدوى ولادة هذه الفتاة وفي رغبة من القائمين على العمل بالتأكيد على أن الحياة تستمر.
عزة عبد الحميد - أراجيك