إذا كنت قد لاحظت ظهور نافذة غريبة أثناء استخدامك لبرنامج “واتس آب” والتي غالباً ما قمت بالموافقة عليها دون قراءتها بتمعّن فيؤسفني أن أخبرك أنك قد وافقت على البنود الجديدة التي أضافتها شركة فيسبوك في خطوة أخرى للدمج بين جميع منصّاتها الاجتماعية (فيسبوك، ماسنجر، إنستجرام وواتس آب)، والتي تعتبر انتهاكًا واضحًا لخصوصية المستخدم كما ستقرأ الآن؛ ولكن ليس في اليد حيلة حقًا حيث أوضحت فيسبوك بصراحة تامة أنه إذا لم توافق على البنود الجديدة فسيتم حذف حسابك تلقائيًا في الثامن من فبراير!
البنود الجديدة لسياسية الخصوصية على منصة واتس آب
النافذة التي ظهرت للمستخدمين لإعلامهم بالبنود الجديدة لسياسة الخصوصية
البنود الجديدة التي أعلنت عنها شركة فيسبوك في الرابع من يناير لسياسة الخصوصية الجديدة في واتس آب والتي تم إرسالها لملياري مستخدم تنص على أن للشركة الحق لتجميع البيانات الشخصية للمستخدمين من أجل ترشيح المنتجات المناسبة على المنصات المختلفة التي تملكها فيسبوك بالإضافة إلى توفير مساحة لزيادة التفاعل في مجالات الأعمال عن طريق جمع البيانات المالية من المستخدمين.
البيانات التي يتم جمعها من المستخدمين:
سيكون لفيس بوك الآن الحق في جمع الكثير من البيانات الشخصية التي تتمثل في رقم الهاتف، الصورة الشخصية والبيانات التي تكتبها في خانة التعريف الخاصة بحسابك والتي زعمت الشركة أنها تحتاح لتلك البيانات فقط لإنشاء حساب المستخدم ومع ذلك فستقوم بتجميعها لسبب ما.
بالإضافة إلى ذلك فسيتم أيضًا جمع البيانات المتعلقة بنمط الاستخدام الخاص بك كالخصائص التي تقوم عادةً باستخدامها في التطبيق والمجموعات التي تتواجد بها بل وحتى نوعية ما تقوم بنشره في حالتك الشخصية والتي أوضحت الشركة أن جمع تلك البيانات اختيارية للمستخدم فببساطة إذا كنت لا ترغب في جمعها فلا تقم باستخدام تلك الخصائص!
أما بالنسبة لمحادثاتك الشخصية ورسائلك فقد زعمت شركة فيسبوك أنها لا تقوم بتخزينهم إلا في حالة عدم وصول الرسالة للطرف الآخر فيتم حينها تخزينها في سيرفرات الشركة حتى يتم إرسالها للطرف الآخر ومن ثم يتم حذفها من سيرفرات الشركة وتبقى مخزنة على جهازك فقط، أما إذا فشلت في الإرسال فيتم المحاولة حتى 30 يومًا تبقى فيهم الرسائل مخزنة عند سيرفرات الشركة ومن ثم يتم حذفها.
كيف سيتم تبادل بيانات المستخدمين بين منصتي فيسبوك وواتس آب:
تنص البنود الجديدة لسياسة الاستخدام أن واتس آب قد يقوم بإرسال إعلانات تجارية للمستخدمين للترويج عن شركات ومنتجات على منصة فيسبوك كما سيتم استخدام البيانات المجمّعة من المنصتين لترشيح المنتجات التي يهتم بها المستخدم وهي ظاهرة لاحظناها كثيرًا بالفعل حتى من قبل التحدث عنها في تلك البنود وهي أن نجد إعلانات لمنتجات كنا قد نتحدث عنها مؤخرًا مع أصدقائنا، كان المسؤول عن هذا الأمر هو فيسبوك ولكن الآن فقد تم تجنيد واتس آب أيضًا ليقوم بالتجسس على المستخدمين بشكل واضح وصريح من الشركة.
كما تم إضافة أيضًا قسم جديد في بنود سياسة الخصوصية تحت اسم “بيانات المعاملات والمدفوعات” والتي ستسمح بتبادل المعلومات المالية وطرق الدفع من منصة فيسبوك للدفع مباشرة للمنتجات عبر واتس آب.
التوسع في مجال الأعمال “WhatsApp Business”:
أتاحت واتس آب منذ فترة خدمة “واتس آب للأعمال” التي تم تصميمها لأصحاب المشاريع الصغيرة وتم توفيرها في تطبيق منفصل عن تطبيق واتس آب العادي. وتتيح تلك الخدمة للتجار التواصل مع المستخدمين عبر منصة واتس آب مع بعض الخصائص الإضافية كإمكانية عرض المنتجات، ومنذ إطلاق هذه الخدمة وحتى الآن فقد ضمت ما يتجاوز الـ 50 مليون مستخدم، ومن أجل زيادة هذا الرقم فستتيح الشركة للتجار إضافة المزيد من خدماتهم داخل برنامج واتس آب ومن أجل تحقيق هذا فقد يتم تمكين برامج الطرف الثالث “third-party apps” بقراءة محادثاتك مع التجار الذين تتفاعل معهم.
علاوة على ذلك فقد تتمكن خدمات الجهات الخارجية “third-party services” التي تستخدمها داخل واتس آب من الحصول على البعض من معلوماتك، على سبيل المثال فقد يتمكن مشغل الفيديو داخل التطبيق من معرفة عنوان الـ IP الخاص بك!
هل حان الوقت أخيرًا للتوقف عن استخدام خدمات فيسبوك والبحث عن بديل؟
ليس بالأمر الجديد علينا التهكمات التي تقوم بها شركة فيسبوك تجاه خصوصية المستخدمين والتي كانت تتم بشكل غير مباشر في البداية مما أدى إلى المساءلات القانونية، أما الآن فقد أصبح الأمر على الملأ ومدوّنًا في بنود سياسة الاستخدام والخصوصية والتي بكل استفزاز ترغمك على الموافقة عليها وإلا فسيتم حذف حسابك فورًا.
من الواضح أن فيسبوك تستغل الشعبية الضخمة التي وصلت لها فهي على علم أن الخدمات التي تقدمها تعتبر أساسية في حياة الكثيرين ولن يستطيعوا الاستغناء عنها حتى ولو كانوا على دراية بعدم احترام الشركة لخصوصيتهم ولهذا وجب علينا أن نطرح هذا السؤال.. أليس هذا الوقت المناسب الذي نبدأ فيه جديًا التفكير في الانتقال إلى منصات أخرى كتلغرام مثلًا؟ شاركونا التعليقات.
يمكنك الإطلاع على بنود سياسة الخصوصية لمنصة واتس آب بالكامل من
هــــــــــنـــــــا.
أراجيك