ما للأحِبّةِ في أحكامِهم جاروا؟
نَأَوْا جميعا، فلا خِلٌّ ولا جارُ
كيف الحياةُ وقد بانت قِبابُهُمُ؟
وقد خلت منهم وا لَهفِيَ الدارُ
حُداةُ عِيسِهِمُ بالقلب قد رحلوا
يا ليتهم حملوا الجُثمانَ إذ ساروا"
جار الزمان علينا في فراقهم
من قبل أن تنقضي للصَّبِ أوطار
ساروا فخيّمَتِ الأشواقُ بَعدَهُمُ
ما لي عليها سِوى الآماقِ أنصارُ
تُراكَ يا رَبْعَهم ترجو رُجوعَهُمُ
يا ليت لو ساعدَتْ في ذاك أقدارُ
أستودِعُ اللهَ مَن فاز الفراقُ بهم
وخَلّفوني ودمعُ العين مِدْرارُ
. لسان الدين الخطيب