Thu, Feb 7, 2013
يعمر مع البنائين وينظف مع الزبالين
محافظ ميسان مثال يحتذى والعراقيون يريدونه رئيسًا للوزراء
محافظة ميسان العراقية الجنوبية علي دواي
محافظ ميسان يشارك العمال الطعام والعمل
ايلاف
نزل علي دواي، محافظ ميسان، إلى الشارع ليساعد في كل الأعمال الميدانية، يده ويد البنائين والكناسين من أجل محافظته ونظافتها، فاستحق احترام العراقيين، الذين يريدونه رئيسًا للوزراء.
بات اغلب العراقيين هذه الايام يتحدثون عن رجل استطاع أن يلفت الانتباه ويؤكد حضوره على المشهد السياسي والخدمي العراقي بشكل غير متوقع، من خلال الجهود التي يبذلها في خدمة المحافظة التي يقوم على مسؤوليتها، إذ اصبح العراقيون ينظرون اليه على انه الرجل المناسب الذي يمكنه أن يحقق ما لم يستطع أن يحققه الكثير من اصحاب الكراسي والمسؤوليات، لاسيما بعد أن رشحته صحيفة لوس أنجلس تايمز الاميركية كأفضل شخصية حكومية محلية في الشرق الأوسط للعام 2012.
نريد مثيلًا له
يتابع العراقيون اخبار محافظ محافظة ميسان العراقية الجنوبية، علي دواي، ويتبادلون الصور على فايسبوك، متناقلين الانجازات التي حققها لمدينته، وأبرزها أن الكهرباء فيها لم تنقطع منذ اكثر من 60 يوم، مع تأكيدات على رفع جميع المولدات الاهلية. وهو ينزل الشوارع لتنظيفها ويذهب إلى مختلف الامكنة للعمل الميداني مع الناس وهو يرتدي بدلة العمل، ما جعل البغداديون، على الاقل، يرددون بصوت متشابه النبرات: "نريد واحدًا مثل هذا المحافظ لمدينة بغداد"، فيما صار ابناء العديد من المحافظات ينظرون بدهشة إلى ما تحقق للمحافظة التي كانت تعاني من الاهمال والظروف الحياتية الصعبة، فيما راح البعض يحلم بأن يرى رئيس وزراء العراق على هذه الشاكلة، فيما تمنى أاخرون أن يكون الرجل رئيسًا لوزراء العراق ليحقق للبلد ما عجز عنه الكثيرون.
ترشيح لوس انجلوس
رشحت جريدة لوس أنجلوس تايمز محافظ ميسان علي دواي لازم كأفضل شخصية حكومية محلية في الشرق الأوسط للعام 2012، في مجال العمل وتقديم الخدمات. وذكرت لوس انجلس تايمز أن ترشيح المحافظ جاء بناءً على بساطته وشعبيته، وخروجه الدائم من مكتبه إلى الشارع، ومشاركته عمال البناء وكناسي الشوارع أعمالهم، إضافة إلى فوز أحد شوارع محافظته بجائزة أنظف شارع في العراق، ووضع حجر الأساس بيده لأول جسر معلق في الجنوب، وغير ذلك من الأعمال غير المعتادة في حياة المسؤولين.
على قدر المسؤولية
أعرب الدكتور عبد المحسن كاظم، من جامعة بغداد، عن دهشته لما يسمعه عن هذا المحافظ، متمنيًا أن يسعى جميع المحافظات ليكونوا مثله. قال: "لأول مرة منذ سنوات طويلة جدًا، اسمع عن مسؤول يعمل من اجل مدينته او يحترم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وشعرت بالدهشة من الاخبار التي يتم تناقلها عنه إلى أن تابعت الامر بنفسي، ربما لم يحقق الرجل امورًا خارقة ولم يقدم ابتكارات مذهلة ولكن الحسنة التي لديه أن يعمل في الميدان، على قدر المسؤولية، وكنت مندهشًا عندما سمعت أن الكهرباء في مدينة العمارة لم تعرف الانقطاع لأكثر من شهرين، وهذا لوحده يعد انجازًا حتى لو كان فيها انقطاع لساعة او ساعتين".
أضاف: "نحن ننظر إلى بغداد على انها العاصمة وواجهة الاهتمام، ولكن يبدو أن محافظ العمارة تغلب علينا، ولا يسعنا الا أن نذكره بالخير ونشد على يديه متمنين أن يحذو المحافظون حذوه وينزلون إلى الميدان، على الاقل لطمئنة الناس أن هناك مسؤول يعي مسؤوليته".
ظاهرة ملفتة
قال الكاتب محمود موسى: "يمثل محافظ ميسان علي دواي لازم ظاهرة ملفتة للانتباه وذلك من خلال بساطته وتواضعه الجم ونزاهته، فهو دائم الحضور مع عمال البناء يحمل المكنسة مع الزبالين لينظف مدينته بيده لا كما يفعل بعض المحافظين الذين يحملون السلاح سرًا وعلانية".
أضاف: "يذكرنا هذا الرجل بالزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الذي نحتفل بذكرى استشهاده الخمسين هذه الأيام، وهذا المحافظ نموذج للعراقي الشريف وعلى السياسيين أن يقتدوا به فهو لا يصرح ولا يعد بل يعمل ليل نهار بصمت، مدينته العمارة الآن من أنظف مدن الجنوب والعراق، وقد أختير أحد شوارع العمارة كأنظف شارع في العراق. وقبل أيام وضع بيده الحجر الأساس لأول جسر معلق في جنوب العراق، ولهذا فليس من المستغرب أن ترشحه صحيفة لوس أنجلس تايمز كأفضل شخصية حكومية محلية في الشرق الأوسط للعام 2012، فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره.
شيء من الامل
من جانبه، قال الشاعر حميد قاسم: "العمارة ثالثةً، لا ترويجًا لأحد لكن الحق يقال. محافظو الجنوب طالبوا بزيادة ميزانيات محافظاتهم والا لن يصوت نوابهم على الميزانية، ومحافظ العمارة هو الوحيد الذي رفض ذلك وقال ميزانيتنا تكفينا. البصرة من القرنة للحيانية للفاو تعيش فوضى الفيضانات والماء المالح والشوارع الخربة والمباني المتهالكة، ومحافظة ذي قار منشغلة بطبع مجموعة شعرية للسيد المحافظ، وقل مثل ذلك عن مدن على امتداد الوطن اغرقتها الامطار وغمرت بيوتها وغزت الازبال شوارعها ولم تشهد بناء جامعة جديدة او مستشفى أو جسر او نفق".
أضاف: "طوبى للعاملين، بقليل من الاخلاص والقليل القليل من النزاهة، يمكن لمدننا ومنها بغداد أن تكون على الاقل مثل العمارة ولانقول دبي أو أبوظبي...شكرًا لمحافظ العمارة لأنه منحنا شيئًا من الأمل".
هجرة معاكسة
اما سعد الزاملي، الموظف الحكومي من كربلاء، فقد أبدى سروره بما يتحدث به أهل ميسان عن محافظهم المخلص، معربًا عن تمنياته بأن تكون المحافظات أفضل من بغداد لتكون هناك هجرة معاكسة.
فقال: "اعتقد أن ما يقال عن محافظ العمارة يبشر بالخير ويفتح للأمل نوافذ، وأنا حين اتحدث مع اصدقاء من اهل العمارة اجدهم يشعرون بالفخر بالرغم من أن بعضهم يجد أن ما يقوم به الرجل لكسب عواطف الناس، لكنني ارى أنه الافضل بين المحافظين، وبصريح العبارة أتمنى أن تصبح جميع ألمحافظات افضل وأجمل من بغداد، وان كانت هي العاصمة، من اجل أن تحدث هجرة معاكسة ويعود اهل هذه المحافظات اليها".
أضاف: "احلم بأن أرى رئيسًا لمجلس وزراء العراق مثله، بل انني احيانًا أتمنى أن أراه رئيسًا للوزراء، بالرغم من قناعتي بأن الآخرين سيعرقلون عمله ويجعلونه يستقيل في وقت قصير".
مواطن عماري
أشار الكاتب عدي الهاجري إلى أن المحافظ يفعل ما يفعله لأنه يعرف معاناة ابناء مدينته التي ينتمي اليها، فهو يعرف معاناة المواطن العماري، ولهذا تراه في الفعاليات الخدمية، والعمارة لم تنل ميزانية تؤهلها لاقامة مشاريع كبيرة الا أخيرًا مع انطلاق البترو دولار.
اما الكاتب باسم السعيدي، رئيس تحرير جريدة برق، من محافظة الديوانية، فقال: "مدينة الديوانية تتحدث عن محافظة ميسان بكلمات المحبة الكبيرة، ويصفه الناس بأنه مثير ومثال مقبول، وأنه سرق الانظار من اغلب السياسيين ومن كل المحافظين، وهذا بالطبع لم يأت من فراغ بل لانه يعيش معاناة الناس ويشعر بها فحقق لهم ما استطاعت له قدرته بما يفوق امكانية الاخرين.
أمينا ونزيها
اما المواطن سليم سعدون، من مدينة العمارة، فأكد اعتزازه بما يقدمه المحافظ للمدينة التي تستحق الكثير من الاهتمام. فقال: "بفخر واعتزاز نؤكد أن محافظنا اعطى للمدينة ضوءًا ناصعًا شاهده كل مواطني العراق، وهذا محل فخر لنا وللمدينة التي غاب عنها الاهتمام لسنوات طويلة بالرغم من انها غنية بثرواتها، واعتقد أن المسؤول عندما يكون وطنيًا وامينًا ونزيهًا، فكل عيون الحياة تتلون بالفرح والجمال والامل، واظن أن المحافظ كسب تعاطفا كبيرا على مستوى العراق، وهناك الكثيرون صاروا يتمنون أن يكون رئيسا لوزراء العراق".
فارس ازرق لحلم وردي
أطلق الصحافي عدي المختار، من محافظة ميسان، على المحافظ لقب فارس ازرق لحلم وردي، وقال: "كل فرسان الاحلام في مخيلة اي حبيبة هم فارس احلام على حصان بملابس بيضاء، الا ميسان التي كانت ولا تزال تعيش في مخيلة وروح وقلب ذلك الفارس، أي فارس أحلام، أنه فارس أحلام وردية تحققت بصدقه ونقاء عمله، فارس ترفعه أكف القلوب محبة لما يقدم، ولكن بملابس زرقاء فاستحق لقب الفارس المختلف بين الفرسان".