ساري العبدالله
ربما يستغرب البعض من العنـوان ممن لا يعلمـون بأن الشاعر ساري العبدالله إبن بادية الشرقاط فيها وُلد ونشـأ وهي مربع صباه وفيها ذاع صيته وهي موطن أهله وعشيرته :.
ساري العبدالله شاعر بدوي من قبيلة #عنزة له سمعه عريضة بالجزيرة العربية وبادية العراق والشام والجزيرة الفراتية.
أسمه الحقيقي هو (عبد الله بن الفاضل بن حمد بن ملحم بن رشيد بن مزيد بن شمـاس بن حسيـن بن صاعـد بن منبـه بن وهب العنزي)
من مشايخ "الحسنة" من قبيلة عنزة. وأمه هي الشيخة نوف بنت الشيخ الحميدي من عنزة.
ولد وترعرع في منطقه في بادية الشرقاط جنوب الموصل، كانت أمه حاملاً فيه أثناء هجرة القبيلة من الجزيرة العربية ، حيث كانت ديرتهم بين النخيب وعرعر وهو ما تؤكده الدراسات الأكاديمية .
لُقب بـ(ساري العبد الله)وذلك لسيرهِ وحيداً يتنقل بين العرب وكان له الاثر الكبير في الشعر البدوي المعاصر ، إذ اتخذ نوع (العتابة) التي كان لها طابـع خاص عند العرب جميعاً، لدرجة أن من يذكر بيتاً من العتابا أوله(هلي) يُنسب فوراً إلى ساري العبد الله .. ولهذا الشعر أسلوبه الخاص ببادية العراق والشام بل كل الجزيرة الفراتية 'البقعة التي دارت فيها الأحداث".
ابتلى بمرض (الجدري) وكان مرضاً مخيفـاً ومستعصياً آنذاك ومن عادات العرب إذا أصاب هذا المرض أحداً يأمرونه بترك القبيلة ويسيح في الأرض حتى يشفى أو يموت. ولكن لكونه شيـخ قومه وله مكـانته صعُب الأمر عليهـم جداً أن يأمرونـه بالرحيل، فقرروا ان يرحلوا هُم ويتركوه طريح الفراش
لذلك كان اغلب شعره يمدح أهله أينما حط وارتحل، وقد تركوا له زاداً يكفيه وماء وفراش وخيمة وبجواره كلبه (شير).
ظل ساري يصارع المرض حتى هيأ الله له جماعة من عشيرة (صلُبة) التي كان لها باعٌ طويل في مزاولة مهنة الطب وقد شُفي من مرضه بفضل الله وتلك الجماعة، إلا ان المرض ترك بصماته على وجهه فطفق يبحث عن عمل ليعتاش به فأتجه إلى أحد كبار الجزيرة آنذاك ويدعى (تمر باش)، اشتغل عنده يقدم لضيوفه القهوة ... وذات ليلة وجّه تمر باش كلمة نابيـة للشاعر عبدالله الفاضل تركت في نفسه أثراً كبيراً .. فلما هدأ الليل وعم السكون فاضت قريحته بأشعـار يمدح بها عشيرته واهله
فانتبـه الشيخ تمر باش و ألح عليه بالسؤال عن اهله وعشيرته... فأخبره لكن تمرباش أراد ان يتأكد فأرسل جماعة يقتصوا أخبار أهله وعشيرته فوجدوهم كما وصفهم باشعاره فاعتذر منه تمرباش وأكرمه وطلب منه البقاء معززاً، فأعتذر منه ساري العبد الله لما في نفسه من العزة والأنفة.
عودته إلى أهله ... سمع بأخبار أهله وعشيرته فرحل يطلبهم ونزل قريباً منهم وكانوا قد نزلوا في بادية حمص وحماة في الشام، فلما وصلت اخباره إلى أهله وعشيرته وتيقنوا انه حي يرزق بعثوا اليه جماعة من وجهاء القوم لمصالحته والاعتذار منه وأن يعود بينهم معززاً مكرماً ... لكنه أبى ان يرجع معهم لعزة نفسه. فلما يئسوا من عودته أشار احدهم ان يستعرضوا بالظعون أمامه عسى أن يحن ويرجع فرحلت قبيلته ومرت من أمامه وفرسانها يلعبون على ظهور الخيل والابل تتمايل بالهـوادج ،، ورأى زوجته ( ثريا ) بهودجهـا وقد أرخت لثـامها فهاجت في نفسه ذكريات الطفولة والبادية والفتوة فقال:
ثريا تلوح والدنيا مسچبة
مطر و ظعون خلاني مسچبه.
عجاج الظعن عنبر والمسچ بيه
اخير من الگرايا المعطنات.....
ثم رحل معهم وعاد وجيهاً كما كان في قومه ..
شعره. يمتاز شعر ساري العبد الله بتماسك البناء وتغلب عليه الشجاعة والكرم والفخر والحماسة واغلب عتاباه تبدأ بـ'هلي' التي أضحت سمة خاصة ميزت شعره عن غيره. ومن شعره:
_هلي عز النزيل وعز من گال
ثگال الروز ماهم حجر منگال
انچان الناس مي هظل من گل
هلي نيسان طم العاليات ..
_هلي بالدار خلوني وشالوا
وخلوني جعود بطن شالو
على حدب الظهور اليوم شالو
وحايل دونهم كور وسراب ....
_هلي نزالة المشرع وهل ماي
واهل خيل رمك سبگ وهل ماي
تعالوا ياحمايلنا واهل ماي
وشوفو حال من فارگ احباب.. ..
_هلي عوج المناسف مندل الهم
ودرب الكرم سابج من دليلهم
كروم الناس تشرب من دلالهم
هلي بالكون عيين الطلاب.. ...
_هلي بالدار خلوني طريحاي
الفرش ياجرح دلالي طري حي
نحل جسمي بگى طاري حي
تلج الروح بين ضلعي والحشا..
_هلي لو شح قوت الناس عدنا
كرام واليتيم يعيش عدنا
عگب ما چنا ذرا للناس عدنا
انتذرى بالذي مالو ذرا
_ هلي سمح الطرايج وشملوهن
يعود الحور عالي وشملوهن
هلي عوج المناسف وشملوهن ؟
حميس الضان بسنين الغلا...
وفاته ___
تشير بعض المصادر إنه أستقر في بادية حماة منطقة (إسرية) وبنى بها بيتاً كبيراً حتى وفاته سنة 1888